يوسف المحيميد
كثير من المهام الخدمية تطورت، أو تسعى نحو تطوير خدماتها، وكسب رضا المستهلك، فالكهرباء في طريقها لإنجاز العداد الإلكتروني، وتقدم تسهيلات في السداد، والمياه وضعت عداداتها التي يمكن قراءتها من بعد، وتحاول أن تصل إلى المستهلك الذي يشعر بضرر يقع عليه من سوء خدماتها، لكن الغاز لم يجاوز بيع الخزانات بعد، وليت الأمر يتم تقديمه وتسليمه بطريقة مسؤولة، مجرد سيارة حامل الخزانات (كرين) طولها ثلاثة متر فقط، فحتى لو كان موقع الغاز بعيدًا عن الشارع، سيضع الخزان في الحوش ويمضي في حال سبيله، مع أن الطبيعي، وبما أن الشركة استلمت قيمة الخزان، أن تضعه في مكانه المخصص في المبنى، بل وتقدم خدمة إيصال الخدمة مع الشبكة الداخلية للمبنى (حتى لو أضافت الشركة رسومًا إضافية) وذلك من أجل ضمان سلامة المستفيد من الخدمة.
ولعل شركة الغاز الوطنية تخطط مستقبلا لتقديم خدمة إيصال الغاز ضمن البنية التحتية للأحياء، كما الكهرباء والهاتف والماء، وأسوة بالدول المتقدمة التي وضعت خدمة الغاز من أولوياتها، وحتى يصبح الغاز أكثر أمانًا مما هو عليه، بوجود هذه الخزانات الملغمة بالغاز داخل المباني.
والأمر الأكثر أهمية، هو أين دور الشركة في تثقيف المستفيدين وتوعيتهم، في عدة أمور، سواء جودة التمديدات المستخدمة، أو أهمية الصيانة الدورية، أو ما شابه ذلك، وكذلك التنسيق مع وزارة التجارة لمراقبة مواد تمديدات الغاز المنتشرة في الأسواق، ذات الجودة الرديئة، وغير المطابقة للمواصفات والمقاييس، فلا يمكن أن يقتصر دور (غازكو) كشركة وطنية رائدة، محتكرة لتوفير خدمة الغاز للمستفيدين، على بيع خزانات الغاز وتعبئتها.
نتمنى فعلا أن تنهض هذه الشركة العريقة، وتدرك مدى أهمية الدور الذي تقوم به، أو فتح المجال لشركات منافسة، تستطيع توفير خدمة الغاز بمستوى متميز ومنافس، كي يستفيد المواطن من هذا التنافس بما يكفل تقديم خدمة مرموقة.