سعد الدوسري
تدرك النخبة، بما تملكُ من وعي وثقافة، ما يحيطُ بلادنا من مؤامرات خفيّة وجليّة، لتعطيل أو لإبطاء عجلة الإصلاح الهادفة للعودة بالمجتمع لوضعه الطبيعي، بعد أنْ تمَّ اختطافه، أربعينَ سنة، اختطافاً ظاهره الدين، وباطنه غير ذلك. أمّا بقية مكونات المجتمع، فقد لا تدرك الأمر، تمام الإدراك. والخوف، أن يعودوا ليسقطوا في براثن الخطاب السابق، بعد أن بدأ يرتدي عباءات جديدة، تتلاءم مع مراحل الخنق التي يعيشها.
كما في الماضي القريب، ستكون هناك نغمات تدغدغ مشاعر الشباب، وستكون هناك آليات متطورة لإيصالها؛ هؤلاء فئات مؤدلجة، تعمل بشكل منظَّم ومتطوِّر، لا مجال فيه للعواطف ولا للاجتهادات. ولكي نتمكَّن من مواجهتها وإفشال مخططاتها، يجب أن نعمل بشكل مؤسسي، وأن نختار الإستراتيجية المناسبة لمواجهتهم، بكل عناية ودقة وانتباه، فالخصم يجيد عمليات الاختراق إجادةً تامة، بل إنّها أكثر مزاياه تفوّقاً، والشواهد أمامنا كثيرة جداً.