ناصر الصِرامي
في زمن الرؤية السعودية الجدية 2030 المفعمة بالأمل والطموح، الوقت والعمل هما التحدي الأبرز، مع رؤية شاملة ومتفائلة بمستقبل أفضل، ومستحق للمملكة السعودية.
معالي العزيز الوزير الزميل تركي الشبانة، ندرك أن الملفات عدة، وتحريك الملفات الراكدة نحو تغيير الصورة الذهنية عن وسائل الإعلام المحلية إلى صورة حيوية ونشطة وفعالة ومؤثرة، كما الصورة الذهنية عن السعودية في الإعلام ولدى الرأي العام الدولي، وفي ظل ما تتعرض له باستمرار من هجوم وتضخيم للأحدث من قبل خصومها السياسيين من دول لها أغراض معروفة الآن، وجماعات أسقط حلمها في نشر الفوضى والخراب.
سعداء الآن ونحن نتتبع أولى المتابعات والخطوات والقرارات من معاليكم، فأنت من قبل مهني وعملي جدًا، ومن بعد على رأس الوزارة، التي تحمل جزءاً من اسمنا كإعلاميين. أنت مجرب عاصر بدايات البث الفضائي إلى أعلى مستوى في إدارته وإنتاجه، مطلعين على تفاصيل المشهد ولكم شبكات علاقات إعلامية وفنية وتسويقية.
تدركون بالطبع أن الإعلام السعودي ومهنية الثروة والقوة، ثروة تتطلب المحافظة عليها وتنميتها باستمرار، ولن يتم ذلك إلا برعايته عبر عمل مؤسساتي نشط. حيث الساحة الإعلامية الداخلية تحتاج إلى تفعيل كبير ونفض العباءة القديمة، وبث دماء جديدة لتحقيق حيوية حقيقية تتجاوز السائد والراكد، عبر التطوير- مثلاً لنظام المؤسسات الصحفية القديم باتجاه عصر الشركات والشراكات في صناعة تتطور وبشكل متسارع وتتمدد في كل الاتجاهات التقنية والنوعية والكمية عبر محتوى متعدد، وتفعيل النشاطات من قبل هيئة الصحفيين الخاملة جداً، أو إطلاق نوادٍ إعلامية، وبرامج تدريبية وتأهيلية للصحفيين، أو حتى وجود منتدى أو ملتقى إعلامي سعودي يكون شبكة علاقات وتطوير للأفكار وبعثاً للفرص الضائعة، أو المؤجلة.
معالي الزميل الوزير العزيز.. الإعلام الرقمي في مجمله يحتاج إلى التفاتة، تبدأ بالرصد نحو خلق برنامج شامل فاعل، يشجع المشاريع القائمة والمبادرات التالية، التي أثبتت حضورها وجديتها، إضافة إلى احتضان المبادرات الجديدة في عالم النشر والتواصل الإلكتروني، وبحثها والدفع بها نحو الحضور والتأثير على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
عصر الرؤية يفرض مراجعة المشهد الإعلامي السعودي التقليدي داخلياً والخاوي تقريباً من مبادرات حقيقية تجمع شتات جهوده، أو تعيد وتسهم في تأهيل كوادره بما يتوافق ووسائل ولغة المرحلة، بل حتى توفر منتدى أو فعاليات مستحقة، أو منصة لتبادل الخبرات والاستفادة من تجربة الإعلام السعودي العريقة.
ندرك تماماً أن هناك عملاً كبيراً يتم الآن، وجهداً لا يتوقف لرسم وتحديد السياسات الاقتصادية والتنموية في البلاد. لكن المعلومات محدودة جداً، ولا تشكل حتى 5 % من حقيقة ما يصاغ ويتم بالفعل. أشرت سابقًا إلى حدديث «مصدر مطلع جدًا»، عن أن ما يعمل عليه لو قدم للإعلام بشكل جيد في الداخل أولاً، وخارجياً لساهم في خلق روح إيجابية مستمرة تتماشى مع المرحلة ومع «السعودية الجديدة».
فالرؤى التي تنتهجها المملكة لن تقتصر على تحديث الاقتصاد وحسب، بل ستكون دعائمًا لمزيد من التقدم الاجتماعي والإداري بشكل ملفت.
ولنتذكر باستمرار أن المشاريع الإعلانية والتسويقية التي تسعى للنجاح الاقتصادي تضع كل حواسها مجتمعة باتجاه كعكة الإعلان بأنواعه في السوق السعودي، مهما كانت جنسية تلك المشاريع أو مستثمريها، فالسوق الإعلانية المحلية الكبرى، هي الدجاجة التي تبيض ذهباً خالصاً، لكن خارج محيط سوقها ومواطنيها!
وفقكم الله وسدد خطاكم،،