أحمد المغلوث
من المبادرات التي تذكر وتشكر، والتي بدأت تتكرر كل عام في الأحساء مبادرة قيام «الرعيل الأول» من خريجي المدرسة الأولى «الأميرية» في تنظيم اجتماع سنوي يجمع الأحياء منهم أمد الله في اعمارهم أو أبنائهم وحتى أحفادهم وفي هذا الاجتماع «اللقاء» السنوي الذي يتوافد إليه طلاب هذه المدرسة «الجامعة» من مختلف مناطق ومحافظات المملكة وفي لمسة حب وتقدير كبيرين. وظهر السبت الماضي كانت الأحساء على موعد مع هذا اللقاء المحبب الذي بات سمة طيبة وفرصة ذهبية تعبر عن الوفاء للماضي الجميل الذي جمع بين طلابها قبل عقود بعيدة. وها هم اليوم يجددون ذكرياتهم خلال ساعات اللقاء، كانوا بالأمس طلابًا على مقاعد الدراسة «الخشبية» المتواضعة وها هم اليوم وقد امتد بهم العمر ليشاهدوا كيف تحولت مدرستهم الأولى إلى أشبه ما تكون بمركز ثقافي وتراثي. تتردد عليها الوفود السياحية والرسمية وطلاب المدارس وزوارها من أبناء الأحساء وغيرها لمشاهدة جوانب من تاريخها وما تميز به معمارها من إبداع وجمال وما اعتزت به وثائقها التي احتضنتها سجلاتها ذات الأوراق المشبعة بالتاريخ وأخذت مع الأيام لونًا أشبه ما يكون بلون التراب. وثائق تكاد تنادي بفخر هانذا أمامكم شامخة حافظت بين سطوري وأوراقي على كل ما قمتم به من نشاطات وفعاليات، بل استطاعت المجلة التي أصدرتها في الماضي (ألوان من النشاط المدرسي) التي ضمت نماذج وصورًا من مختلف نشاطاتكم وفعالياتكم ومن عدة فروع ثقافية وعلمية واجتماعية ورياضية وفنون. نسيت أن أقول شكرًا للخريج البار رجل الأعمال «عبدالله سعد الراشد» الذي أعاد عام 1437هـ طباعة أحد أعدادها خلال احتفاليته بكم. وأهداه إلى الوطن وزملاء الدراسة. ولا يمكنني أن أنسى كل من أسهم في تنظيم هذه اللقاءات من طلاب مدرستنا التي تفخر بكم وبما قدمتموه للوطن من خدمات كانت خلال عملكم أو من خلال مساهماتكم الفاعلة التي يفخر بها الوطن والمواطن معًا، خصوصًا من أنعم الله عليه بسعة في الرزق والخير وأسهم مشكورًا في إثراء وطنه وخدمته. واليوم الأستاذ الفاضل فهد الحواس الذي تخرج منها عام 1367 هـ يستضيف هذا اللقاء أطال الله في عمره والذي لم يقصر حيث أعد كتيبًا ملونًا عن المدرسة حفل بإضاءات مختلفة عنها.. كتيب يؤكد للجميع أن «الأميرية» هي فخورة بالرعيل الأول وبكل المعلمين الذين قدموا عصارة علمهم وتجربتهم التعليمية، وبكل من تتلمذ على أياديهم، وكيف وصل بعضهم إى مراكز متقدمة في أجهزة الدولة المختلفة أو القطاع الخاص، والوطن والحق يقال يفخر بهؤلاء الخريجين الذين عملوا في مختلف المواقع التعليمية والعلمية في الدولة وغير الدولة. وكم هو جميل أن يتجدد لقاء الأحبة «الرعيل الأول» في ربوع المدينة التي احتضنتهم خلال دراستهم في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية. شكرًا لكل من استضاف في السنوات الماضية هذا اللقاء ولكل مبادر باستضافته في الأعوام القادمة..؟!