سلطان المهوس
أحياناً يراودك شعور بأن أجواء كرة القدم السعودية مصطنعة, لذلك تبدو أقل جدية من ممارسة النقد رافعاً شعار «النفخ بقربة مشقوقة»..!
تتألم كثيراً.. لينتابك شعور المسؤولية فتبدو متحسراً على بلد بهذه المكانة والقيمة والتاريخ يفتقد إلى إدارة لعبة واحدة اسمها «كرة القدم»..!
كل شيء حولك وأمامك وبجانبك يؤكد أن مكانة وسمعة الكرة السعودية -حالياً- ليست على ما يرام والخطر الحقيقي ليس في مرض النتائج الفنية التي ترحل وتعود، بل في مرض الإدارة والأنظمة والافتقاد للخبرات والاعتماد على رد الفعل اللحظي ومرض في الهيبة والقوة والاعتزاز بالمؤسسة الكروية التي أصبحت ضعيفة منكسرة أمام سيل من الاتهامات والتندّر والاستخفاف التي يقوده بعض الإعلاميين دون أدنى مساءلة، مستغلين مشاكل «على قفا من يشيل»..!
تم تحييد مسؤولية الجمعية العمومية «الرقابة» وتم تهميش أعضاء اتحاد الكرة فكانت النتيجة هي «الفوضى» وقد أعطت قضية ملعب لقاء ناديي النصر وأحد تأكيداً صريحاً على أننا في «أزمة» حقيقية في «إدارة المواقف» بطلها واقع مرٌّ جرّد الكرة السعودية من خبراتها ورجالاتها الحقيقيين لذلك السؤال المهم: كيف ننقذ الموقف؟
إدارة اتحاد كروي تختلف جذرياً عن إدارة تنفيذية بشركة قطاع خاص، فالرئيس في اتحاد الكرة ليس موظفاً يستيقظ صباحاً ليتجه يومياً لمكتبه ويسأل عن كل شاردة وواردة وفي المساء يكون «الواتساب» مكملاً لسلسلة المتابعة، بل مهمته الرئيسية تتمحور حول وضع إطار خطة العمل الرئيسية وترك اللجان تعمل مع الأمانة العامة بشكل متين والالتفات للوضع الخارجي للاتحاد وقيادته الإستراتيجية وتنمية خبراته والحصول على الدعم والاحتكاك بأهم المؤسسات المتطورة كروياً وتفويض الصلاحيات والثقة بالأعضاء واللجان وتقريب مستشاري الخبرة الموثوقين وعدم الإفراط بالثقة بالنفس عبر العمل الفردي في المواقف أو القرار «مشكلة ملعب النصر وأحد.. الرئيس قال: خلوها لي..!!!»
الاتحاد الحالي هبط بالبراشوت على الأندية والواقع الكروي؛ بمعنى أنه جاء دون أن يدخل تحدي الثقة من الجميع وهنا لن يشعر أحد بتأنيب الضمير إذا ما قسا على واقع هذا الاتحاد وطالب برحيله قبل أن يموت الجسد الكروي بكامله فما يحدث من تباين واستقالات متتالية وتناقضات وارتباك ووضوح بأن أغلب الموجودين «حلاقون يتعلّمون على رؤوس الأندية «.. يجبرنا على أن نطلب من اللجنة الأولمبية السعودية التدخل لوضع إطار حقيقي لمسار هذا الاتحاد تفعيل الرقابة عليه «الجمعية العمومية» وحمايته أيضاً من أن يؤذي نفسه وبالتالي يخلق صورة «سلبية» للكرة السعودية آسيوياً ودولياً فمن الشخص السوي الذي يرضيه أن يردد أبناء القارة الآسيوية «وش صاير فيكم كل يوم مشكلة»..!
هذا الاتحاد برئيسه الخلوق المؤدب جداً وأعضائه الكرام لا يسرّهم أن يسجلوا أسماءهم ضمن أسوأ الشخصيات التي مرت على الكرة السعودية وهو الأمر المؤلم لي شخصياً كوني «ناقداً» ولست «ناقماً» وما يجمعني بالكثير منهم هو الاحترام والاعتزاز الذي لا يخدشه «مواجهة» الواقع ومن هنا أتمنى أن يستفيدوا من ما مضى ويسارعوا بجذب الخبرات الموجودة للعمل «مستشارين» أو الرحيل قبل أن يجبروا عليه..!
نحترمكم جداً.. فقط احترمونا..!!