فهد بن جليد
ليس بالضرورة أن تكون هناك أسباب سياسية في كل مرة يتم فيها ذكر السعودية بأخبار (كاذبة أو مُفبركة) في وسائل الإعلام، يبدو أنَّنا أمام حالة أخرى من الباحثين عن الإثارة والتسويق لبرامجهم أو صحفهم أو مواقعهم، ممَّن يربطون كل خبر أو تقرير أو موضوع بالسعودية بشكل أو بآخر ولو عبر (ليّ أعناق) العناوين وحشر اسم المملكة فيه قسراً، حتى لو لم يكن لنا علاقة بالخبر لا من قريب ولا من بعيد، وذلك لعلمهم بأهمية وتأثير وثقل السعودية، وشغف المُتابعين في العالم لمعرفة المزيد في ظل نشر أخبار كاذبة تبنتها جهات مُعادية خصوصاً فيما يتعلق بحدثين هامين كانا مسرحاً ومنصَّة لتلك الأخبار (مُحاربة الفساد) و(قضية خاشقجي).
قدرنا اليوم أن نتعرض لكمية كبيرة من الأخبار المُفبركة (الهاربة من الحقيقية) بشكل غير مهني وغير أخلاقي، والتي يتم تداولها عن المملكة ليهرول في فضائها الناعقون والكاذبون والمرجفون والسُذَّج أحياناً، إمَّا ضمن سلسلة من الحملات الموجهة التي تتبناها دول وجهات مُعادية بهدف تشويه صورة المملكة ونشر أخبار سوداء لا تمت للحقيقة بصلة، أو عبر ركوب بعض المُشتغلين في صناعة الإعلام لموجة وموضة إقحام اسم السعودية في كل تغريدة أو خبر يصدر عن وسائل إعلامهم أو منصاتهم، ويسقطوا في مُستنقع الكذب والتزييف والتضليل.
السعودية مُنذ أمد بعيد وهي تتعرض لهذا النوع من الأخبار المُفبرَّكة والمُضلِّلة لتواجهها أحياناً بتبيان الحقيقة، ودحض الكذب، وأحياناً بتجاهلها لتخمد نار الخداع والتزييف، وبالنظر للكمية الكبيرة جداً من الأخبار والقصص الكاذبة التي يُحاول البعض ترويجها عن المملكة اليوم، يتضح مدى صعوبة مواجهتها والرد على كل منها بالطرق التقليدية خصوصاً وأنَّ وسائل التواصل الاجتماعي هي الأخرى دخلت على خط نشر وبث الشائعات والكذب، لذا من المهم في المرحلة المقبلة أن يشكل التواجد الإعلامي السعودي حضوراً أكبر في العالم باستراتيجية واضحة، ليُلغي أي مساحات فراغ يُحاول بعض العابثين استغلالها، فعندما نقدم أنفسنا بصورة أقرب وأوضح، وبحقيقة أنصع للمُتلقي العالمي، سنُضعف قيمة تلك الأخبار الكاذبة أو تأثيرها على أقل تقدير، مع صعوبة اكتشاف المُتلقي لفبركتها.
وعلى دروب الخير نلتقي.