عمر إبراهيم الرشيد
لعل ما يشيع أجواء التفاؤل في الوسط الإعلامي أن وزير الإعلام المعين حديثاً أتى من الوسط نفسه وبخلفية إعلامية تراكمية. وما تحديث لائحة ضوابط النشر المطبوع والمرئي والمسموع إلا بداية تدعو لهكذا تفاؤل، على أن أهل الإعلام بمختلف وسائله تحدوهم آمال يعلقونها على الوزير تركي الشبانة. فإن كانت الأندية الرياضية قد حصلت على دعم مالي بمئات الملايين من الريالات، للنهوض بها من عثراتها المالية وديونها، وهي صروح رياضية وطنية وتستحق باستحقاق شباب الوطن لرعايتهم وتشجيعهم، أفلا تستحق الصحف دعماً وتشجيعاً وهي تكافح السقوط والإفلاس؟ وهي صروح ثقافية وصوت للمجتمع والوطن، تنشر الوعي وتقدم الرأي والخبر الموثوق ملتزمة الضوابط المهنية والوطنية ما أمكنها إلى ذلك سبيلاً. على أن الدعم يمكن أن يأتي بطرق مباشرة وغير مباشرة ولن يعدم الجازم الوسائل.
أمل آخر، وهو المساهمة في إحياء نشاط مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج، وهي الصرح الذي أنتج لنا (افتح ياسمسم)، (سلامتك)، (الأمن والسلامة)، (إلى أبي وأمي مع التحية) والمسلسلات الكرتونية من أمثال (سنان)، (حكايات عالمية)، (عدنان ولينا) وغيرها مما حملت قيماً ومهارات تربوية واجتماعية وحساً إنسانياً لأشبالنا ولبنات المجتمع، لم نعد نراه فيما تستورده محطاتنا الفضائية بكل أسف، من مسلسلات كرتونية وأفلام مليئة بالإسفاف والتسطيح الفكري، حتى تلك التي تدّعي بأنها توجه برامجها للأسرة. والأمل كذلك في تشجيع الإنتاج الدرامي المحلي نصوصاً وأداءً، كما وتشجيع التقاء أصحاب القلم والمثقفين والأكاديميين مع المنتجين لتقديم مزيج متميز كما كان الحال في مؤسسة الإنتاج الخليجية. هذه بعض الآمال التي نعلقها على الوزير تركي الشبانة وهو ابن الإعلام وأحد صنّاعه، وإلى اللقاء.