•• أرى ملهمتنا (مجلة الجزيرة الثقافية).. كنزاً سرياً من (الوجدانية)..
أراها برؤية الشاعرالعربي (الدكتور صلاح بو سريف) وممن أقرأ لهم تميزاً للأدب والشعر والفكر والحكمة بنوع من جذب الملفوظ واستجلاء نشوة الولع وطموح الأمل..!
لأنها (جدلية) كلام وصمت وتعبير تُشخص البلاغة بالبيان والرسم اللفظي والتشكيلات اللغوية والمعادلات الإبداعية..
•• وبعض معجبي (الجزيرة الثقافية) يرونها ضمن المعاني النبيلة تلججاً في الضمير واكتشافاً لما يعتمل في الإبداع!! أما أنا فأجدها (نسغاً تجريدياً ثابتاً) يرسخ طقسية كل لون (بالأدب الرفيع) بنموذج ابتهاجي جديد مع (هيجان وعنفوان) من الحنين يرويه مشرفها (الدكتور الحصيف إبراهيم التركي) وكتابها بما شاءوا من اللفظ المخضب بالروح والفكر معاً فيتخطى القلوب حين لا تنبض بنفسها خاصرة الإبداع والامتاع..وحين تعتنق (رحلة الوجدان) والتي طالما تغنت بها (ألفاظ كتابها ) فترقص (الكلمة) نابعة من شعورهم ووجودهم فتقتادني (شخصيا) بهدوء وبطء الى (عشيرة النبوغ) والتي تتزعم بها فكر ثقافة (هندسة الحرف) أو هي هكذا زاحمةً على زعامتها محفوفةً ببياض الفجر والآذان المستلقية!! ولأني (تلميذ أدمغة شتى ممن أقرأ لهم) فتسكن عباراتهم في ذاتي حد الهوى الصادق النبيل، حررت لها وميضاً من كل حبة مرجان وهبتها رحابة طريقها للإبداع ثم سلكته.. بالحرف.. والكلمة.. والمعنى.!وأنا أمام هذه المجلة (تلميذ)..فهي كيان لفظي روائي فكري عاطفي ربما أقام له المنصفون (عرسا) رنا لنبلها ضمن (حروفها الأصيلة) وأبجدية الكلام..! وحتى لا أجافيها من (حق التميز) وحتى لا تتجافى (هي) عن النسق العلائقي فيما بينها وبيني في شوق وحنين وتبجيل وبصرف النظر عن تفوقها في نبوغ المنظومة الفكرية والوقفة الوصفية، فلا تزال تسرج خيلها المسرعة نحو (بلاغة اللفظ) ويظل كتابها هم الفوارس!!
•• أما (قلبها القائد الإعلامي الكبير الأستاذ خالد المالك و مشرفها الدكتور إبراهيم التركي) فيسيران قصياً يخطران ممشاهما!! وحين تصعد المجلة الثقافية أمام النور خلف الضباب أكتبها في (ذاتي) بماء الحياء وأتوارى خجلاً وراء ذلك.. وأرسمها.. بمرود نخوتها وأتسلل (بلفظ كتابها والمفكرين ) مفؤوداً خلف نشوة الفكر وسخاء الأدب!!
•• شكراً..(مجلة الجزيرة الثقافية) لصدور (العدد 600)،فإنجازك الفكري بديع وجاذب لأنه يتغلغل في أحشائي إكسير جمال. ولأنه كان يظل يندلق ألقاً وعبيراً وعطراً تلامسه (روحي) وتنجذب إليه نفسي، وإن جاء (ممغنطاً باليعربية) ممزوجاً بكيمياء الثقافة من العجائب والغرائب.
•• شكراً.. مجلة الجزيرة الثقافية على روائك الذي كنت أفترضه (صلة قرب فكرية) مذ كنت صحفياً بجريدة الجزيرة منذ ثلاثة عقود.!
** **
- د.عدنان المهنا