تعتبر الجزيرة أولا قلعة تنوير مشهود لها بالتميز وباستقطاب للأصوات الإبداعية والثقافية من مختلف مناطق المملكة، مثلت بكل صدق، حتى مسماها ليس على مستوى الجزيرة العربية بل على المستوى العربي، فأُكْبرُ في هذا الصرح جلده وإيمانه كعمل مؤسسي بالحفاظ على هذا الإصدار الثقافي المميز الذي نحتفل فيه بالعدد 600، وأبارك لكل المثقفين الذين كان لهم بصماتهم بكل إيمان بقيم الثقافة وبقيم الدور الثقافي في هذا المجتمع فيما التفتوا إليه من أهمية هذا المنبر الذي واصلوا التعاون، ورفد هذا الحصن الثقافي عبرالجزيرة، أمتدح كل من التفوا حول هذا الصرح الثقافي لنحتفل اليوم بإصداره الـ 600، هنيئا للجزيرة بهذه الإشراقات وهنيئا لمن رسم مثل هذا الطموح في وعي الوطن والمواطن، لأن الثقافة هي المنارة التي تشرق في وجداننا وتؤكد على دورها المستنير في بناء الوعي المجتمعي في كافة الأصعدة، تهانينا وإن شاء الله سوف نحتفل بعيدها الـ(60000)؛ لأن الجزيرة تستحق هذا الأمل وهذا التطلع، وإلى المزيد من ثقافة بناءة، ثقافة غير تنظيرية بحتة، ولكن ثقافة تحترم الوعي والعقل، وتحترم التطلع إلى فكر متجدد نابع من خلال توجه المملكة في سياستها نحو الانفتاح، نحو وأد الصحوة التي هي كانت غفوة ظلامية كاسحة عانينا منها الكثير، والجزيرة من خلال ملحقها الثقافي، من خلال منبرها قادرة على صناعة التنوير وصناعة الوعي المجتمعي الذي يأخذنا كثيرا نحو المستقبل بعد أن أجهدتنا الظلامية في أخذنا بعيدا بعيدا وبخطى متسارعة نحو الماضي، آن لنا أن نختط عبر الثقافة مسارا تنويريا جديدا نحو أفق أجمل وأرحب في مستقبل جميل بإذن الله.
** **
- عبد الله الخشرمي