- لم يَهْفتْ وهج المجلة الثقافية المنبثقة من جريدة الجزيرة منذ بزوغ عددها الأول حتى وصولها العدد الستمائة..
كما لم يذبل شوقنا لاحتضانها منذئذ حتى هذه الحروف..
- أتذكر أنني كتبت قصاصة قصيرة/ صغيرة.. تحمل تهنئة بإصدار هذه المجلة الوطنية الثقافية, ونشرت في عددها الثالث وكانت تحمل أجمل الأمنيات والدعوات لهذا المولود الإبداعي الجديد في إطار (خير الكلام ما قل ودل).
- كانت تشرق يوم الخميس، ثم غيرت (بوصلتها) إلى السبت فأحببنا هذين اليومين من أجلها.
- تنوعت المواد التي حوتها المجلة الثقافية خلال هذه السنوات والأعداد، ونشرت - كما نعلم - لأغلب الشعراء والمبدعين السعوديين والعرب والمقيمين.. وتميزت بـ (ملفاتها) التفصيلية لكثير من الأدباء والرموز الفكرية والفنية والتاريخية..
- ملفات (دسمة) وثرية.. جاءت شاملة بكل ما كان يتمناه صاحب الملف، وواكبت مناسبات التكريم لأصحابها في إضافة قيّمة للتكريم نفسه.
- وأذكر أنني ساهمت في مادة ملف أديبين سعوديين كبيرين.. هما الأديب الراحل عبدالله الشباط رحمه الله، والأديب الباحث الأستاذ محمد القشعمي الذي أطلقْتُ عليه (سادن الإبداع السعودي).. إلى جانب نشر قصائد ومداخلات وموضوعات نثرية متفرقة، وذلك على مدى الأعداد الماضية.. كقصيدتي في الشاعر الكبير أحمد الصالح (مسافر)، وقصيدتي في المؤرخ الراحل د.عبدالله العسكر - رحمه الله - وقصيدة (عنيزة والباحة وأبها والأحساء والمغرب) وغيرها كثير.
- وقد تكون ملاحظتي الوحيدة على تلك الملفات أن نصيب المرأة منها لم يكن يتعدى 2 % من بين عدد كبير من الذين كرّمَتهم المجلة بإبراز ملفاتهم.
- واحتفاء المجلة الثقافية «الجزيرية» بالرقم 600 من الإصدارات المتتالية المنتظمة هو إنجاز لافت وإضافة مميزة ونافذة مضيئة اقتبس من ضوئها كل قراء «الجزيرة» المعنيين.
- وغني عن القول إننا نترقب صدورها صباح كل سبت..
وهنا أود ذكر أمر ليس بالجديد، ولكنه مؤكد.. ذلك أنني إلى الآن لم أشعر بطعم ونكهة المجلة وموضوعاتها وهي تأتيني عبر نسختها (الإلكترونية) التي يرفدني بها أسبوعياً - مشكوراً - مشرفها العام الصديق د. إبراهيم التركي.. بالقدر نفسه الذي أستمتع بها في نسختها الورقية، وأشم من خلالها رائحة الورق والحبر والألوان.
- والمجلة تحتفي بعددها الـ 600.. أذكر أنني كنت أقتني أكثر من عدد حين صدورها.. فأحملها معي في رحلاتي وأسفاري وأهديها إلى الأصدقاء والصديقات في مختلف الدول العربية.. فأراهم يفرحون بها ويُسَرّون بموادها وإخراجها، كما أنه غني عن القول أنني أحتفظ بأعدادها منذ صدورها حتى الآن.. بل حتى الصفحات الثقافية التي تصدر أثناء العطلات والإجازات.
- وهنا أقترح أن يقوم المسؤولون عليها وعلى رأسهم صديقنا (أبي يزن)، والأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة بإصدار كل أعدادها في مجلدات ورقية بالحجم نفسه لتكون متاحة للقراء.
- ويطول الحديث عن استمرار وروعة المجلة الثقافية وغزارة موضوعاتها وتنوع موادها - كملحق أسبوعي لجريدة يومية - بين عدد من الإصدارات والمجلات الثقافية الشهرية والفصلية كـ(المجلة العربية)، و(الفيصل)، و(الحرس الوطني) والإصدارات الدورية للأندية الأدبية وغيرها.. بما يعكس تحديًا وإصرارًا على إثبات الذات في تقديم المادة المقروءة وملاحقة الأخبار، إضافة إلى ما تفرزه المطابع من كتب وإصدارات.. بل ومنافسة تلك المطبوعات العريقة ذات الخبرة والسنوات الطويلة.
- وبكلمة.. فإنني أهنئ أحبتنا القائمين على بلوغ مجلتنا الثقافية الحبيبة عددها الـ 600.. وأتمنى أن نزف لها التهنئة نفسها ببلوغها العدد الـ 1000.. إن شاء الله تعالى.
** **
- محمد الجلواح