د. محمد بن عبد الله المشوح
هذا الاسم الذي ارتبط أسبوعيًّا مع كل قارئ ومثقف في المملكة العربية السعودية وخارجها، كيف لا وهي الوجبة الأسبوعية المنتظرة، المليئة بالفوائد، والتحرير الثقافي المميز.
أعتقد أنه لا يمكن ولا يسع أي دارسٍ للحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة ومُحرّكاتها إلا ويتحدث عن (الجزيرة الثقافية)، وما كان لها من دورٍ ريادي محمود في الإشارة إلى جهود الرّواد، واستكتاب المثقفين، وإصدار ملفاتٍ ثقافية عنهم، وإحياء روح المقالة الثقافية الرصينة عبر الأعمدة الثقافية التي تتربع في صفحات الجزيرة الثقافية كل سبت.
الجهد الذي يبذله ويرقب خلفه مهندس الثقافة المعروف أخي وصديقي الدكتور إبراهيم بن عبد الرحمن التركي، وزملائه الكرام في هذه الصحيفة الرصينة.
ومَنْ اقترب من الدكتور إبراهيم التركي وجد أن ذلك ليس عجيبًا أو غريبًا أو مُستكثرًا من شخصه؛ فهو رجلٌ يُمطرك بأخلاقه قبل أن تلفظ كلماته، وهو مَنَحه الله سبحانه وتعالى من قوة العبارة، وجزالة اللفظ ما يجعله في مصاف كبار الأدباء.
وإذا كان الدكتور إبراهيم التركي هو مهندس هذا الملف الذي تَزُفّه الجزيرة الثقافية كل أسبوع فإن المهمة في ذلك هو أن هذه الوجبة الأسبوعية ليست عادية، وليست هامشية، وليست مجرد صفحاتٍ تُملأ بِهُراء كلامي - إن صح هذا التعبير-، لكنها في الحقيقة تحمل كل ما يهم المثقف، سواءً كان من خبرٍ أو إصدارٍ أو مقالة، أو احتفاءٍ، أو تقديرٍ لمثقف.
فهي السلة الثقافية الجميلة الماتعة والغَنّاء؛ التي تحوي كل شيءٍ يريده المثقف في هذا الأسبوع.
ومن الجوانب الإشراقية الجميلة التي بَثّتها الجزيرة الثقافية هي إحياء سِيَر الرواد، وكبار المثقفين ممَّنْ طَوَت أخبارهم السنين، أو بقوا في عُزلة نائية في بيوتهم، فَدَلَفَت الجزيرة عليهم تلك المخابئ وأخرجتهم من كهوفهم ومنازلهم لتحتفي بهم، ولتُطرب الناس بسِيَرهم وأعمالهم ومُنجزهم العلمي والثقافي.
وهذا -بلا شك- يَنُمّ عن سمةٍ أخلاقيةٍ راقية، يتمتع بها مدير تحرير الثقافية الأخ الدكتور إبراهيم التركي؛ الذي أُزجي له جزيل شُكري وتقديري على ما نجده في هذه الجزيرة من شُحنةٍ ثقافية نستمد منها نشاطًا أسبوعيًّا، بل أصبحت هي أحد الْمُلهمات الثقافية في بلادنا.
وفي ختام هذه الكلمة بالتزامن مع إصدار العدد 600 من الجزيرة الثقافية الذي تزفه هذه الصحيفة عليها فإني أُقَدّم جزيل شُكري وتقديري لأخي وصديقي الدكتور إبراهيم التركي، ولِمَنْ فَتَح ذراعيه للجانب الثقافي، رئيس التحرير الرائد الكبير المخضرم أخي وصديقي الأستاذ خالد بن حمد المالك؛ الذي لم يرضخ لعاديات السنين ومثبطات الناس من انصرافهم عن الجانب الثقافي، أو ينظر بعينٍ ربحيّة مجردة وينتظر من هذا الملف أن يكون له عائد ربحي أو تجاري، بل إنه ضرب بذلك عُرض الحائط، وشجع ودفع هذا الملحق الثقافي الذي تزّفه الجزيرة الثقافية فهو بحق صاحب معروفٍ ثقافي على الجميع، وله يد طُولى في استمرار هذا الملف الجميل.
فأشكر الإخوة جميعًا على عملهم وصَنيعهم الموفق.
كما ننتظر المزيد من ذلك والاستمرارية.