أ.د.عبد الله بن سليم الرشيد
حين صدرت المجلة الثقافية كنت أحد المبتهجين بها؛ لأن ذلك كان في بدء انتشار التعامل مع الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت)، إذ كان صدورها - والحال ما ذُكر- تحديًا، ومغالبة لتيار مختلف، يولي ظهره للمنتج الورقي. ويستقبل في دهشة عجيبة وخدَر أعجب هذا النشر الافتراضي الذي يكاد اليوم يكسح كل ما أمامه.
ابتهجت بها، حينذاك - وما زلت مبتهجًا باستمرارها- لأنها منحت أفقًا رحبًا للكتاب، واتسعت لكل مشاربهم وأهوائهم الأدبية والنقدية والإبداعية، ورفعت طوال مسيرتها شعار أنها لهم جميعًا، ولم تستثن أحدًا، فكتب فيها المتفقون والمختلفون، وتجادلوا على صفحاتها، وبقيت مفتوحة الصدر لكل شاعر وكاتب وناقد، لم توارب الباب عن أحد، ولم تزجر أحدًا عن الدخول في رحابها، فكان ذلك أهم ما منحها قوة التجدد، وعنفوان التطور.
وها قد مضت الستمئة من أعدادها وهي تزداد ألقًا، ويتسع عدد الذين يكتبون فيها، وكان لرُبانها الماهر أبي يزن إبراهيم التركي أثرٌ حميد؛ لأنه يستوعب المخالفَ قبل الموافق، ويستمع إلى ضدّه قبل أن يصغي إلى نفسه، وحسبك بهذه الصفة العالية النادرة وقودًا لهذه المجلة.
أسأل الله أن يهبَها عمرًا مباركًا، وأن يهب ربّانها فَتاءً ونشاطًا، فتستمرّ في إمدادنا بالجديد، وتحرّك الراكد من شؤون الثقافة والفكر والأدب.