د. حسن بن فهد الهويمل
نشأت الصحافة أدبية خالصة الأدبية، إذ تلقاها أدباء بالفطرة؛ والكسب، وامتدت الأدبية مع صحافة الأفراد، وحين تمأسست تشعبت اهتماماتها، وتنوَّعت مشاربها، حتى استقرت في عالم السياسة؛ التي مَنَّت على ما سواها بالفتات.
وظل عشاق الكلمة الجميلة المجنحة يزاحمون بالمنكب الغض، والجناح القصير.
ولما كانت الأيام دولة بين الفرقاء أصبحت الصحافة الورقية في الرمق الأخير.
أجزم أنها لن تموت؛ ولكنني لا أدري متى تعود إليها عافيتها.
نَقَّلْت قلمي - كما الفؤاد- ما استطعت من الصحف المحلِّية؛ ويبقى الهوى للحبيب الأول «الجزيرة» ممثلة بعرّابها (أبي بشار) وأديبها (أبي يزن).
ميزة «الجزيرة» وملاحقها التوازن، والعدل بين الظماء
كنت كاتباً، أديباً، أراوح بين التنظير، والتطبيق. وناقداً مناكفاً، أجادل عمَّا أؤمن به من قضايا أدبية؛ وبقدرة قادر وجدت نفسي في عالم الفكر، والسياسة.
ولكني لما ازل ألِمُّ بمرابعي الأولى: الأدب، والشعر، والنقد.
هذه المراوحة شدتني إلى (المجلة الثقافية) التي اكتشفت فيها التنوّع، والتعاطي الاحترافي مع كل الظواهر الأدبية، ومع كل الأطياف.
لقد شبَّ الملحق عن الطوق
وأصبح عشق الأدباء، والمبدعين، النقاد، والدارسين، المنظّرين، والمطبقين.
إنه مائدة شهية، أضفى عليها عَرَّابها(أبو يزن) من خبراته؛ وتجاربه، وواسع ثقافته، وتنوّعها، وتعدد اهتماماته ما جعلها مجلة داخل جريدة، يرقبها الأدباء الكبار، والناشئون كل أسبوع.
لقد وهنت بعض الملاحق بشلليتها، فيما تألق الملحق الثقافي في «الجزيرة» بانفتاحه على كل الخطابات؛ واحتفائه بكل الأطياف، وإدارته للاختلاف باحترافية؛ حتى لقد استهوى الكبراء والناشئة، وسد خلالاً كنا أحوج ما نكون إلى سدها.
بوركت هذه المناسبة، وبورك إنسانها، وإلى مزيد من العطاء المتفوق والمتألق.