عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) كان تجديد خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- التأكيد على استمرار الدولة على نهجها في حماية النزاهة ومكافحة الفساد والقضاء عليه وردع كل من تسول له نفسه بالتعدي على المال العام واستباحة حرمته والعبث به، منح مزيداً من الاطمئنان والارتياح لدى الجميع، وقد أكد -حفظه الله- على استمرار النهج في متابعة ومحاسبة كل من يعبث بالوطن ومكتسباته، وكان هذا خلال جلسة مجلس الوزراء التي رأسها -حفظه الله- الثلاثاء الماضي، موجها شكره وتقديره لسمو ولي العهد رئيس اللجنة العليا لقضايا الفساد العام على ما بذله سموه وأعضاء اللجنة وفرق العمل المنبثقة عنها، وطالب -حفظه الله- جميع الأجهزة الرقابية تعزيز دورها في ممارسة اختصاصاتها بما يضمن -بمشيئة الله- الفعالية وحماية المال العام والمحافظة عليه.
ومن هذا المنطلق أجدها فرصة أن نناشد من خلالها اللجنة العليا لقضايا الفساد أن تضع المنظومة الرياضية وعملها وعقودها ومنشآتها تحت مجهرهم والتحقيق فيما يحدث لرياضتنا بصفة عامة، وهنا لا نتهم أحدا ولا ندخل في الذمم، وقد يكون أبرزها تدهور المنشآت الرياضية والملاعب الرسمية العملاقة التي إلى وقت قريب كانت مضرب مثل للجميع، وعلى رأسها درة الملاعب (الملك فهد) في الرياض قبل أن يلحق به استاد الأمير فيصل بن فهد كذلك في العاصمة العالمية الرياض التي لا يمكن أن نصدق في يوم أننا نصل إلى هذه المرحلة، ونكون في عاصمة الوطن عاصمة العالم العربي بدون ملاعب، وتخرج أندية العاصمة خارج مدينتها باستثناء نادٍ تم تجهيز ملعب يعتبر حكوميا ليكون تحت تصرفه، على الرغم من انه تحت مظلة الدولة والمنشأة كذلك للدولة، وهنا يجب التوقف والتمعن كثيرا وكيف تم صياغة العقد والاستثمار الذي هو أشبه إلى المثل المعروف (خذ من كيسه وعايده).
أما ملعب الأمير عبد الله الفيصل في جدة فحدث ولا حرج، فقد يصعب أن نجد إجابة عن مدة صيانته وإعادة منشآته، فلو تم بناؤه من جديد لتم اللعب عليه من سنوات، والكل يتذكر أين كانت تلعب أندية جدة قبل ملعب الجوهرة.. أما بقية الألعاب الرياضية المختلفة دون استثناء والتي كنا نتميز من خلالها خاصة الألعاب الأولمبية فقد غابت وغبنا عن المحافل الدولية وتحقيق الإنجازات، على الرغم من الهدر المالي الكبير في إقامة المعسكرات وجلب مختلف المنتخبات، وإبرام عقود الأجهزة الفنية المتعددة وإحضار أكبر وأفضل المدربين وتقديم جميع المميزات والتسهيلات لهم والنتيجة مع الأسف لا شيء، مما جعل تصنيفنا العالمي يتراجع ونكون حديث العالم حول ما يحدث، ويستغرب البعيد قبل القريب حول التعاطي والعمل السائر برياضتنا نحو المجهول.
كما نتطلع إلى اللجنة أن تقوم بدورها حول بعض القرارات المتباينة والتحقيق في من يقف خلفها وأصبحت مثال للجدل داخل المجتمعات الرياضية الداخلية والخارجية، والتي تسببت وجعلت أعضاء أكثر من لجنة يقدمون استقالاتهم وابتعادهم؛ احتجاجا على ما يحدث، قبل أن تأتي الطامة الكبرى ويتم توقيع خطاب لرئيس لجنة جديد في قرار سابق كان سببا لاستقالات واحتجاجات غير مسبوقة.
من خلال ما سبق سرده كلنا أمل كشارع رياضي ومواطنين غيورين على رياضة الوطن ومستقبلها أن تعمل اللجنة العليا لقضايا الفساد على تنفيذ توجيهات الوالد القائد خادم الحرمين الشريفين ومتابعة وحرص من أميرنا الغالي وولي عهدنا رجل المرحلة ونور مستقبلنا بعد توفيق الله له ولطموحاته ورؤيته العظيمة 2030، والذي يجب علينا جميعا أن نعمل ونتكاتف ونسير خلف القيادة لإنجاحها وضمان مستقبل الوطن والحفاظ على مكتسباته الكبيرة.
نقاط للتأمل
- استقال رئيس لجنة المسابقات ونائبه بسبب قرار اتخذ من لجنتهم دون علمهم، وهذا أمر مثير للاستغراب ويجب التحقيق في من اتخذ القرار وإلصاقه باللجنة دون علمها، والأسوأ من ذلك هو توقيع رئيس اللجنة على الخطاب، على الرغم من أن تعيينه قد تم بعد لعب المباراة، وهذا تأكيد على أن هناك من يدير الأمور، ومع التحقيق وتدخل لجنة عليا سينكشف الكثير من الأمور التي لا نعلمها ولا نعرفها.
- تم نقل مباراة فريق النصر خارج مدينة الرياض على الرغم من إمكانية لعبها في منشأة حكومية حتى ولو استحوذ عليها نادٍ، ومن ثم تبعه تعيين حكم معين يدير لقاء الدور الأول والدور الثاني وقبل ذلك يتجاهل الحكم وتقنية الفار حقوق الفريق في لقاء أحد، ومن بعد يتم إصدار عقوبة غريبة التوقيت على اللاعب سلطان الغنام قبل أن تتدارك اللجنة خطأها وتعلِّق العقوبة، وهي أمور كثير تثير استغراب كل متابع. المؤكد أن المتضرر في النهاية الكرة والدوري والذي يجب أن يكون خالياً من الشبهات.
- أبى النادي الأهلي إلا أن ينضم إلى بقية الأندية في إلغاء عقد مدربه، فقد اتخذ يوم الثلاثاء الماضي قرارا يقضي بإعفاء مدربه الأرجنتيني بابلو جويدي من مهامه، وبهذا يكون عدد المدربين الذي تم الاستغناء عنهم أكثر من ستة عشر مدرباً إذا ما أخذنا في الاعتبار أن هناك أندية استبدلت أكثر من مدرب ومدربين، بل وصلوا إلى ثلاثة مدربين حتى الآن ولا نعلم ما سيحدث في بقية الموسم، وهذا يعتبر أمراً غير مسبوق ويدل على الارتجالية في التعاقد، أو أن البيئة غير جيدة لاستمرار أي مدرب.
- عادت أندية العاصمة للعب مجددا على ملعب الأمير فيصل بن فهد في الملز بعدما تم إعادة تجهيزه وزراعته، وهنا يجب محاسبة الشؤون الهندسية في هيئة الرياضة على تقصيرها وعدم تجهيزه من بداية الموسم، إذا ما ذكرنا أن الجميع قد أبدى استغرابه وامتعاضه من أرضية الملعب خاصة اللاعبين وجميع من لعب على الأرضية، وقد سببت إصابات متعددة ومزمنة لبعض اللاعبين، والغريب أن يتزامن عدم جاهزيته مع عدم جاهزية درة الملاعب في استاد الملك فهد وهذه جميعا تتطلب تحقيقاً وتقصياً ومحاسبة لكل المتسببين، فما يحدث لا يليق بالرياضة وسمعتها الإقليمية والعالمية والتي قامت بطرح ومناقشة هذا الأمر غير المسبوق.
خاتمة
التسامح أسلوب راقٍ لا يعرفه كل البشر، والرضا بالقدر هو الراحة في هذه الدنيا، أيامنا تمضي ويمضي معها العمر بمقادير مكتوبة لا يعلمها إلا الله.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة).. ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.