فهد بن جليد
الكافيهات التي تقدِّم المياه المعبأة (محلياً) تنفضح أمام زبائنها، عندما يكتشفون أنَّ فرق سعر زجاجة الماء يبلغ ضعفين أو ثلاثة أضعاف سعرها الموجود في ثلاجة البقالة المجاورة، لذا لا تعتقد أنَّ تقديم مياه مستوردة هو (برستيج) يُحاول الكوفي إضافته لطقوس الزبون الصباحية، بقدر ما هو هروب وتخفٍ تُمارسه معظم الكوفيهات لدينا حتى لا تنكشف حيلة الأسعار، أنت لا تدفع قيمة ما تأكل وتشرب فقط، فالفاتورة تشمل عادة ما نُشاهده، وما نشعر به أيضاً، عندما يكون للديكور والموقع ونوعية سيارات الزبائن ومستوياتهم الاجتماعية قيمة (غير مُعلنة) يدفعها الغلابة دون أن يعلموا.
غياب الرقابة أنتج هذه المُبالغة في الأسعار التي تغزو الكافيهات لدينا بشكل مُرعب، (ملعقة زنجبيل + ماء حار) توازي ضعف سعر (كيلو زنجبيل) كامل، إضافة ملعقة (كارميل) تبلغ نصف سعر كوب القهوة، وعلى ذلك يمكنك قياس سعر (قطعة كيكه جاهزة + ملعقة آيس كريم جاهزة) يجمعهما طبق كوفي بثلاثة أضعاف سعرهما الحقيقي في أقرب هايبر، هذا خلاف سوق النكهات والإضافات التي لا ضابط لها، وأسعارها تقديرية حسب مزاج أصحاب الكوفي وكثرة الطلب، تخيل أنَّ فنجال قهوة في أحد فنادق الرياض يقدَّم (بعشرة أضعاف) سعره في أماكن أخرى، راجع مقالي يوم 30 يوليو 2015 بعنوان (لا تكن كريماً عندما تستغل)، بل إنَّنا ابتلينا بقائمة أسعار فاحشة جعلت (الكرك والجباتي) تُباع عندنا بأغلى من سعرها في لندن والعواصم الأوربية الأخرى.. اقرأ القصة في مقالي (كرك وجباتي يوم 25 ديسمبر 2015م) ممَّا يدل على أنَّ القضية كما تحتاج لتغيير في السلوك الاستهلاكي ووعي أكثر، فإنَّها تتطلب تفعيلاً للدور الرقابي بالشكل المطلوب.
أنا لا أُصادر حق المقاهي في الحصول على مُقابل للخدمة التي تقدمها، والأجواء التي تصنعها للزبائن، طالما أنَّ هناك من يبحث عن مثل هذه الأجواء أسوة بما يحدث في كل مكان في العالم، ولكن هل الأسعار التي يتم إضافتها على التكاليف الحقيقية عادلة ومُنصفة؟ خصوصاً ونحن مقبلون على برامج ترفيهية ستُقدّم في المطاعم والمقاهي، مما يتطلب إيجاد حل سريع للمسألة، لذا الحل برأيي أن يتم تصنيف (المقاهي) حتى تكون الأسعار متوافقة مع الفئات والرسوم والخدمات، ولا تختلط أسعار أكواب (البن) لدينا (بأصوات الموسيقى) على حساب المُستهلك الغلبان.
وعلى دروب الخير نلتقي.