أحمد بن عبدالرحمن الجبير
التكامل الاقتصادي، والسياسي بين المملكة، والإمارات فريد من نوعه، فالبلدان الشقيقان تربطهما علاقات أخوية قوية، وصلات تاريخية، واجتماعية عديدة، ورؤى سياسية وإستراتيجية، واقتصادية متقاربة، وهواجس وتحديات أمنية خارجية واحدة، والأكثر من ذلك هناك جيل جديد من الشباب في قيادة البلدين تتطابق رؤاهم نحو المستقبل، والتحديث والتجديد، والتنمية الاقتصادية المستدامة للمملكة والإمارات.
وعليه جاء انعقاد الملتقى الاقتصادي السعودي الإماراتي الذي عقد في الرياض الأسبوع الماضي بحضور العديد من المسؤولين، والمستثمرين السعوديين، والإماراتيين امتداد لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي الذي تم إنشاؤه في عام 2016م بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وأخيه سمو الشيخ خليفة بن زايد -حفظهم الله-
وترجم فعالية هذا التكامل، والتعاون بين البلدين، والشعبين الاجتماع التنسيقي الذي عقد في عام 2016م برئاسة سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان، وسمو ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد أعزهما الله-، وشهد الإعلان عن الهيكل التنظيمي للمجلس التنسيقي، وتناول مواضيع ذات اهتمام مشترك بين المملكة، والإمارات في جميع المجالات.
وجاء اليوم الملتقى الاقتصادي السعودي، الإماراتي لدعم رؤية المملكة 2030م، ورؤية الإمارات الاقتصادية، واللتان تهدفان إلى النمو الاقتصادي المستدام، وتنويع مصادر الدخل لكلا البلدين الشقيقين، ليكونا من كبار اقتصادات العالم، وفتح مجالات أوسع للقطاع الخاص السعودي والإماراتي، ليكون محركًا رئيساً للتوظيف أبناء البلدين، وتحقيق الرفاه لهم.
فجميع قرارات الملتقى تهدف دعم التنمية الاقتصادية المستدامة بين البلدين، حيث بلغ إجمالي التبادل التجاري خلال عام 2018م بين الجانبين أكثر من 40 مليار ريال، وأثمر عن العديد من المشروعات، والاستثمارات في عدد من القطاعات المالية والاقتصادية، وتجارة الجملة، والتجزئة والأسهم والعقارات والصناعة، والنقل الجوي، وقطاع الاتصالات، والسياحة.
وركز الملتقى على المساهمة الفعالة في تنمية الشراكة الاقتصادية بين المملكة والإمارات، وتحقيق رؤيتهما المستقبلية باعتبارهما أكبر اقتصادين عربيين بما يمتلكانه من مقومات تجارية، واستثمارية ضخمة، وقواسم مشتركة في رؤيتهما للتنمية الاقتصادية والاستثمارية، ولبناء تحالف اقتصادي قوي وقادر على المنافسة عالمياً، ومواجهة جميع المخاطر الاقتصادية، والخروج بمبادرات اقتصادية حديثة لدعم التعاون بين بلدينا في كافة المجالات، وخاصة في المجال الاقتصادي.
وكلنا كمواطنين نتمنى أن يجد المستثمرين في كلا البلدين المناخ الاستثماري، والفرص الواعدة والدعم من القيادتين، لتوفير لهم عوامل النجاح بما يحقق لهم فرصاً واعدة لتأسيس مشروعاتهم وتنمية استثماراتهم، حيث إن العلاقات الاقتصادية بين المملكة والإمارات متينة، وفي تطور مستمر وتشهد حضوراً مكثفاً بين رجال الأعمال السعوديين والإماراتيين.
ونأمل أن تستمر حالة النمو الاقتصادي المستدام للمملكة، والإمارات في ظل المشروعات التنموية والاستثمارية، والاقتصادية القائمة والمستقبلية بين البلدين الشقيقين من خلال الرؤية السعودية 2030م، والرؤية الاقتصادية الإماراتية، والتي يقودهما، ويشرف عليهما بكل اقتدار سمو ولي عهدنا الأمين الأمير محمد بن سلمان، وسمو ولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد -حفظهما الله-.