ميسون أبو بكر
لا أخفيك عزيزي القارئ أنني على عداوة أقاومها منذ زمن مع وسائل التقنية، حيث إنني ما زلت حتى اللحظة أقرأ الصحف الورقية وأبتاع الكتب والمجلات التي يرهقني أحيانًا الحصول عليها بسهولة من محل قريب، وما زلت أقوم بطباعة ما يصلني إلكترونيًا، وأحمل أحدث الأجهزة لكنني لا استخدم إلا جزءًا يسيرًا من محتوياتها التقنية، لكنني أقر أن التقنية بأدواتها ووسائلها غزت العالم وأنها كالماء والهواء، حتى إن الشباب وليسوا وحدهم استبدلوا العالم الحقيقي بالعالم الافتراضي، والأهل والأصدقاء بكائنات فضائية، بل ظن البعض أنهم ناجون من الرقابة والمصداقية في العرض فبالغوا وضللوا المستهلك أحايين كثيرة لولا وجود جهات مختصة لهم بالمرصاد.
لم ينج مشاهير السوشيال ميديا - الذين وظفوا طاقاتهم وروجوا لإعلانات متعددة سواء مفيدة أو ضارة - من متابعة الجهات المعنية ومحاسبتهم ولو أن منهم من اتخذ أساليب أخرى كإقناع الآلاف من متابعيهم أنهم شخصيًا استخدموا المنتجات التي يروجون لها التي لا يوجد دراسات كافية بعد عن الأضرار الجانبية لاستخدامها، وأغلب ما يروج له (مشاهير السوشيال ميديا) عمليات التجميل والمساحيق المختلفة، ونراهم على سناباتهم ووسائلهم المتعددة يخضعون لأجهزة الليزر والفيزر وطبعًا النتيجة تأتي آنية بشكل سريع (البركة في فلاتر سناب) مما تقنع بسهولة شريحة كبيرة من المتابعين البسيطين الذين في الآونة الأخيرة زادت أعباءهم الأسرية ومتطلبات سعيهم لتقليد المشاهير وشراء منتجاتهم.
ولعل وقوع الكثيرين في شرك بعض الدعايات والإعلانات المضللة جعلهم أكثر حذرًا، حيث نأمل مجتمعًا معافى من لوثة المشاهير بالمطلق، وسلامتكم.