رمضان جريدي العنزي
للشعب السعودي فطنة وبُعد نظر وحدة ذكاء، ويملك من صفات النُّبل والوفاء والكرم والشجاعة الشيء الكثير، وعنده ثبات ويقين، ووطنية وولاء، يعرف الحقائق، ويميز بعضها عن بعض، ولا يهمه زعانف الغباء التي تعيش على التدليس والكذب وصنع الإشاعات والأقاويل الباطلة، الذين يمارسون الأعمال الممجوجة، ويسوقون للبهتان، والذين يسبون البلاد والعباد، ويقولون عنهم الذي لا يقال، ويتهمونهم زورًا وعندًا وباطلاً، ينالون من الرموز، ويشوهون التاريخ المضيء.. هؤلاء باعوا دينهم وأخلاقهم وضمائرهم من أجل حفنة من الدولارات، يفعلون الدسائس، ويغرقون في مستنقعات الرذيلة، حملاتهم ظالمة، وأقوالهم كاذبة.
إن الشعب السعودي المجيد على دراية تامة بهؤلاء، ومَن وراءهم، ومَن يؤويهم ويغذيهم ويدفع لهم، ويعرف في الأخير أن هؤلاء «النبيحة» مهزومون ومخذولون وخاسرون؛ لأن ظلام الكذب يمحوه نور الفجر، ولأنهم مجرد تجار شعارات، وبياعون للكلام ومنظرون، يطرحون ما لا يؤمنون به، ويخفون غير الذي يعلنون، يمارسون التقية، ويلبسون البراقع، ولهم لهاث شديد وراء ما يحقق لهم رصيدًا ماليًّا كبيرًا.. مجاميعهم غير متجانسة، وآراؤهم غير موحدة، وقناعاتهم غير راسخة.. مراؤون، خداعون، يخدعون الناس بأقوالهم وتنظيراتهم الفجة، محترفون بالتدليس، وغاياتهم غير نظيفة.. ليس لهم غير الأكاذيب، وبضاعتهم أباطيل مهولة.. طباعهم تعيسة، وألسنتهم بذيئة، ولا يتناهون عن منكر الظن والشتيمة.. جراثيم، تحاول أن تفتك بهذه الوحدة المباركة، والانسجام التام، وهذا الوطن الأشم. إن وسائل الخداع التي يلجا إليها هؤلاء المأزومون كثيرة، يحاولون أن يكونوا مثل الصيادين المهرة، لكن شباكهم مقطوعة، وسناراتهم رديئة، ورصاصهم معطوب، ويسقطون سريعًا في الفخاخ، لا يميزون الخيط الأبيض من الأسود، ولا بين الشفق والغسق، شعاراتهم ذميمة، واستعراضاتهم هشة واهنة.. إنهم أصحاب مشاريع ذاتية، لا يؤمنون إلا بالأرباح والمكتسبات السحت على حساب القيم والمبادئ واشتراطات الحياة النقية، يعيشون فصولهم الأربعة بكتابة نصوص الخداع، ومسرحيات العبث، وجمع الحطب لإشعال نيران الفتن؛ وبالتالي فلن يكون لهم ما يحلم به الرجال من تاريخ وضاء، وسجل حافل بالتقدير والثناء.