محمد المنيف
عندما أُنشئتْ هيئة الثقافة تنفَّس التشكيليون الصعداء مستشرفين مستقبلاً مشرقًا بالإبداعات، وبدأت لديهم حالة الترقب الممزوج بالآمال لإحداث نقلة جديدة لهم ولغيرهم من أشقاء رحم الثقافة.
تلا ذلك فصل الثقافة عن الإعلام وأُنشئت وزارة للثقافة مستقلة، القرار الأهم الذي كان المبدعون أدبًا وفنون بصرية يتمنون تحقيقه للخروج من الازدواجية في المهام الكبيرة للثقافة في بناء الجسد الإبداعي بكل روافدها وشقيق رحمها الأندية الأدبية إدارات وإشرافًا مع تقدير دور الإعلام السند المهم للثقافة ولكل ما في الوطن.
وبعد مرحلة إنشاء المؤسستين وزارة الثقافة وهيئة الثقافة، أصبحتا مبعث ترقب وأمل الجميع ومنهم الفنانون التشكيليون لأهمية دورهم في ثقافة الوطن، مؤملين ومتشوقين لمعرفة نتائج اجتماعات المكلفين من وزارة الثقافة وقبلها هيئة الثقافة مع المبدعين كل في تخصصه التي يعلم الجميع أنها تمر بمراحل تمحيص وفرز لإعداد الخطط والبرامج، وهذا أمر لا يختلف أحد على أهميته إلا أن حرص الفنانين التشكيليين والفنون البصرية عامة يطمحون في سرعة الإنجاز السريع ليلحقوا بما تعده الوزارة والهيئة في تحقيق (رؤية 2030) التي تحمل في مستقبلها الخير الكثير في كل مجال يخدم أبناء الوطن.
إن الأخذ بالجديد لتطوير السبل للنهوض بالثقافة ينطلق من حيث وُجد الخلل واستكمال ما كان سابقًا بالاستفادة من قدرات أبناء الوطن من أصحاب الخبرات بمزجها بمكتسبات الشباب المعاصرة، إذ لا يمكن إغفال المراحل التي مرَّ بها هذا الفن منذ أن وُلد في رحم الرئاسة العامة لرعاية الشباب مرورًا بوزارة الثقافة، فقد تكونت الكثير من التجارب والبرامج وتكاثرت أعداد الفنانين والفنانات وتطورت سبل إبداعهم التي توازي بل تنافس كل جديد في العالم مع الاحتفاظ بالهوية مع ما يسير جنبًا إلى جنب من إبداعات وخبرات الرواد وأصحاب المبادرات في أولى خطوات انطلاقة الفن التشكيلي السعودي، فأثروا الساحة وحققوا الحضور المحلي والدولي وقوفًا مع كل روافد الثقافة وفروعها.
إن التشكيليين اليوم ومن الجنسين أصبحوا أكثر ثقة في منجزهم وأكثر بحثًا لتطويره لا ينقصهم سوى الحراك الذي يأتي ضمن برامج رسمية تقودها الجهات المعنية بثقافة الوطن المعول عليها الأخذ بالفنون والثقافة إلى مصاف الآخرين من الجهات ذات العلاقة في مختلف دول الخليج أو العالم العربي.