علي الصحن
يتساءل الشارع الرياضي هذه الأيام:
هل سيبقى عدد اللاعبين الأجانب على ما هو عليه حالياً في الموسم القادم؟
وهل درس اتحاد الكرة موضوع اللاعب الأجنبي من كافة النواحي، وتوصل إلى إيجابيات مشاركة هذا العدد من اللاعبين الأجانب وسلبياته؟
وهل وضع الاتحاد تصوراته لهذا الموضوع للموسم المقبل؟
وهل الأندية تملك الملاءة المالية التي تمكنها من ضخ المبالغ الكافية للتعاقد والصرف على هذا العدد من اللاعبين؟
من جانبي أرى أن استمرار هذا العدد من اللاعبين الأجانب مع كل فريق لن يكون في صالح الكرة، وقد بدأت تداعيات ذلك تظهر، وقد كانت ظهرت فعلياً على المنتخب السعودي منذ عدة سنوات وعندما كان نصف العدد الحالي هو الرقم المتاح لكل فريق، والقارئ لواقع المنتخب خلال مشاركاته الأخيرة يدرك أن الأندية السعودية ظلت تعاني في عدة مراكز، أهمها الحراسة ورأس الحربة، في ظل اعتماد معظم الأندية على العنصر الأجنبي في هذين المركزين، ويدل على ذلك أن المنافسة على لقب هداف الدوري السعودي ظلت محصورة طوال المواسم الأخيرة على اللاعب الأجنبي، وتوارى الهداف السعودي، ولم تعد الأندية تهتم بالمواهب في هذا المركز المهم، وفي النهاية ذهب المنتخب إلى الإمارات وشارك في بطولة آسيا ولم يكن بين صفوفه لاعب هداف حقيقي يبصر طريق المرمى كما يجب، وكما يفعل غوميز وتاوامبا والسومة وحمد الله على سبيل المثال!!
هنا أرى أن اتحاد الكرة مطالب بدراسة الأمر ووضع الأندية في الصورة مبكراً، ولاسيما ان كان القرار يتجه إلى تقليص اللاعبين الأجانب، حتى لا تتورط مثلاً في تجديد العقود، ولكي تبدأ من الآن في تسويق الأسماء التي لا تحتاجها في الموسم المقبل، والمفترض في الأمر أن يبدأ الاتحاد بتقليل عدد اللاعبين بالتدرج، فمثلا يكون العدد في الموسم القادم ستة لاعبين ثم خمسة وصولاً إلى الرقم أربعة الذي كان مسموحاً به منذ سنوات، حتى لا يكون هناك اختلال في تركيبة الفرق التي تم بناؤها هذا الموسم، كما أن على الاتحاد أن يشرك الأندية في القرار وأن يستمع لصوتها بشأنه، وأن يتعرف على قدراتها المالية، وحجم استثماراتها المالية ومداخيلها السنوية، وهل تملك القدرة على الصرف بالشكل الذي يتوقعه الاتحاد، أم أنها ستكون عاجزة عن ذلك.
لست في صف العقوبات المتتالية التي تفرضها لجنة الانضباط على اللاعبين لمجرد حدوث تلامس في الأقدام، وإن اشتد، وهنا لست في مقام مخالفة اللعب النظيف، لكن المبالغة في العقوبات أمر غير محمود أيضاً، خاصة أن لجنة الانضباط لا تملك القدرة على التأكد من قصد اللاعب إيذاء زميله، والقصد ركن مهم جداً لإقرار العقوبة، كما أن من الضروري أن يكون ضمن أعضاء اللجنة حكم متمكن سابق، مارس اتخاذ القرار المباشر داخل الميدان، ويمكنه أن يفرق بين الأخطاء ويميز بين ما هو مقصود وما هو غير مقصود.. أكرر لست ضد اللعب النظيف ولكن المبالغة في العقوبة على كل خطأ أمر غير مقبول أيضاً، خاصة أن طبيعة كرة القدم تفرض بعض الالتحامات والألعاب القوية التي توحي للمتابع أنها العاب خشنة مقصودة وهي غير ذلك.