فهد الحوشاني
في مؤتمره الصحفي أعلن معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه عن دعم كبير للمسرح، حيث من المتوقع أن يعرض خلال الفترة المقبلة عروضًا مسرحية للثنائي ناصر القصبي وعبدالله السدحان، ولمسرحيين خليجيين ومصريين ستشهدها المدن السعودية، وللهيئة مصداقية كبيرة في مشاريعها ووعودها، وما هو موجود على الواقع يعطي الانطباع بأن الفترة المقبلة سيشهد فيها المسرح في المملكة مرحلة مفصلية ونقلة نوعية نتوقع فيها زخمًا إنتاجيًا غير مسبوق، نأمل أن يجد فيها المسرحيون السعوديون الذين تقطعت بهم السبل، المناخ الملائم للعودة للخشبة، لتقديم المسرح الذي يمثل البيئة والثقافة السعودية.
وأتمنى من السادة في الهيئة، وهم يعدون العدة لانطلاق ماراثون المسرح أن يكون من ضمن الخيارات المطروحة على طاولة النقاش والتحضير للمسرح المقبل في المملكة. أمر أتمنى مراعاته فالمسرح له طبيعة خاصة فهو وإن كان له جانب من الترفيه والامتاع لجمهوره ومحبيه، يتوافد إليه أفراد العائلة لقضاء وقت ممتع تتوجه كلماته ورسائله للعقول تحاورها وتسامرها وتبث البهجة والسعادة. لكن المسرح في أساسه نمطا ثقافيا تعبر من خلاله الأمم عن ثقافتها وقدرتها على مجاراة الأمم الأخرى بالأعمال المسرحية الخالدة، وهو يعطي انطباعًا بنصوصه المكتوبة والمعروضة عن مدى قدرة المثقف على تجسيد قضايا المجتمع، عبر أهم وأقدم وسائل الفنون التي ما زالت تحظى باهتمام الأمم باعتبارها تعبر عن مدى تقدم الأمم وتحضرها.
وهيئة الترفيه وهي تدخل المسرح بما لديها من إمكانات وقدرة على التنفيذ المحكم وبتلك الجودة التي تعودناها منها، ستجعل للمسرح حضورًا لافتًا وبخاصة المسرح الجماهيري، ولكن نتمنى من المسؤولين في الهيئة أولاً: إن تشمل رعايتهم مسرح الطفل والمسرح المدرسي بالتعاون مع وزارة التعليم. وثانيًا: أن توكل الإشراف على المسرح لمن لديه الثقافة والخبرة المسرحية. فهذا سيعين الهيئة على تحقيق رسالتها وأهدافها، وفي نفس الوقت سيحقق أهداف المسرح باعتباره ثقافة لا تخلو من المتعة والترفيه.
أرجو أن يكون ذلك ضمن الخطة التي يعتزم تنفيذها لإنعاش المسرح الجماهيري، وإن لا تعطى الفرصة لمن يدعي أنه سيقدم مسرحًا من تلك الفئة التي (تحب المسرح بينما المسرح لا يحبها) فنجد في ساحتنا المسرحية عروضًا هي أقرب للتهريج لا تحقق أهداف الهيئة ورسالة المسرح.