م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. يجب أن أبدأ بالتأكيد على أنني لست أعاني من حالة اكتئاب تدفعني لطلب الموت.. وليس من الطبيعي أن يسأل الإنسان نفسه هذا السؤال.. بل الحقيقة أني أخاف الموت فمن طبيعة البشر حب الحياة.. لكن ذلك السؤال إذا تفكرت فيه تجد أنه من أسئلة العقول الحية.
2. هل اليوم المناسب للموت هو يوم تنتهي أعمالك.. أم هو بعد يوم عمل جيد.. أو هو بعد يوم عمل بائس؟.. أو ربما هو بعد خيبة أمل كبيرة؟
3. هل الموت بالنسبة لك هو حالة هروب أو استئذان بالانصراف فقط لأنك أنهيت كل ما عليك؟
4. هل سؤال الموت سؤال عقل أم سؤال قلب؟.. دعونا ننظر إلى سؤال: «متى يكون الوقت مناسباً لأموت؟» من زاوية التفكه.. رغم أنه سؤال لا فكاهة فيه.. ومع هذا دعونا نسأل ذلك السؤال!.. هل الوقت المناسب هو حينما لا يعد لك حاجة في الحياة بعد أن شبعت منها واكتفيت؟ ولكن من الذي يشبع من الحياة؟.. هل هو حينما تصبح عالة على الحياة تأخذ منها ولا تعطيها في المقابل؟.. هل هي لحظة الألم العظيم أم لحظة الفرح العظيم؟ ثم أيها أخف ألماً: أن تموت فَرِحاً أو حزيناً أو خائفاً؟
5. يقول البعض إن السؤال عن اللحظة المناسبة للموت سؤال أصحاب العقول المكتئبة والمستثارة والمستفزة والهائجة والمتطرفة.. سؤال يدل على بؤس الحياة التي تدفع النفس للانتحار.. بينما يرى آخرون أن السؤال عن الوقت المناسب للموت لا يتعارض مع خصلة حب البقاء وخصلة طول الأمل.. تلك الخصلتان اللتان تكبران مع ابن آدم كما في الحديث الشريف.. ذلك السؤال يمكن أن يوضع في خانة المرونة والثقة والتنظيم.. لكن من ذا الذي حياته منظمة إلى حد أن يحدد الموعد المناسب لموته؟! لا أحد بهذا التنظيم.. لكن أن يكون جاهزاً مستعداً لهذه اللحظة فهذا هو المطلوب.. لهذا شُرعت «الوصية».
6. أن تسأل نفسك في لحظة ما دون حاجة أو دافع.. فقط بغية المعرفة: «متى هو الوقت المناسب للموت».. فماذا ستكون إجابتك؟.. هل ستحدد تاريخاً معيناً.. وهل ستقدم سبباً محدداً أم عاماً؟ وقبل ذلك كله هل تعرف الإجابة أم لا تعرفها؟ مهما يكن وضعك يجب أن تسأل نفسك يوماً ما هذا السؤال العبثي.
7. سؤال الموت.. هو سؤال الذي يريد أن يُسَلِّم ويستلم.. سؤال الذي يريد أن ينهي كافة ارتباطاته ويؤدي حقوق الآخرين عليه ثم يرحل بسلام.. سؤال من لا يريد أن يُحَمِّل الآخرين وزره.. وقد اتفق البشر بعمومهم على أنهم يرجون من الله أن ينقلهم من (حيلهم إلى قبرهم).. فلا أحد يريد أن يكون عالة على أحد.
8. السؤال الأخطر من سؤال الموت هو: قبل أن تموت.. هل أحببت أحداً وهل أحبك أحد؟