د.دلال بنت مخلد الحربي
سررت بخبر نشر في صحيفة المدينة في العدد (20373، السبت 27 جمادى الأولى 1440هـ 2 فبراير 2019م) حول تطوير وادي العقيق، ومصدر السرور أن هذا الوادي يعد رمزاً من رموز المدينة المنورة ومعلماً من معالمها الطبيعية، والتاريخ مليء بأخبار وإشارات تتعلق بهذا الوادي، وكيف كان حاله في الفترة الإسلامية الأولى، فعلى ضفافه شيد مجموعة من الصحابة والتابعين وغيرهم من الأعيان والأثرياء قصوراً ومنازل تدل آثار بعضها القائمة إلى اليوم مقدار ما كان عليه الوضع المعماري على ضفاف الوادي، ثم إنه كان منتزهاً لسكان المدينة عندما يسيل الوادي، ويمتلئ مجراه بالمياه فيقصده المتنزهون ليشهدوا جمالاً طبيعياً، وليتنفسوا هواءً نقياً، ويشهدوا سيلان الماء في ذلك الوادي.
وإلى فترة متأخرة كان العقيق يحظى بالاهتمام، ويؤدي الدور الطبيعي له كواد تصب فيه مياه الأمطار المنحدرة من أماكن مختلفة حوله، ثم انحدر وضع الوادي البيئي والطبيعي في السنوات القريبة فتحولت أجزاء من ضفافه إلى مخططات، بل وصل الأمر إلى مجراه فبنيت مساكن وقطع الوادي بمخلفات البنيان وبالقمامة، وتحول جزء منه إلى مكب للنفايات وكان أمراً مأساوياً أن يتحول هذا الوادي التاريخي والمرتبط بمدينة المصطفى- صلى الله عليه وسلم- إلى منطقة موحشة عشوائية أساء فيها الإنسان الاستخدام معتمداً على التهاون من الجهات التي كان يفترض أن تقوم بدورها فتمنع هذه التعديات والإساءات.
إن ما قرأته من سعي حثيث من قبل هيئة تطوير المدينة التي يرأسها سمو الأمير فيصل بن سلمان يثلج الصدر فهي تنوي أن تعيد للوادي مكانته ودوره كمنتزه ومتنفس لأهل المدينة إضافة إلى إعادته إلى الوضع الطبيعي كمجرى للسيول التي تعد خطرة على الانسان في حال العبث بمجراها الطبيعي.
والأمل أن يشهد هذا المشروع الذي ستقوم به هيئة تطوير المدينة التنفيذ في أسرع وقت ليعود الوادي إلى ماكان عليه من بهاء وجمال وقبل كل ذلك لتعود إليه طبيعته كمجرى للسيول الذي من الخطر الفادح أن يعبث بطرقه الطبيعية.