سمر المقرن
برغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على افتتاح صالات السينما بالرياض، إلا أنني ولغاية اليوم لم أذهب إليها، مع أنني مولعة بها وأستمتع بمتابعة الأفلام داخل الصالات السينمائية وأعيش أجواء المتابعة ومتعة هذا المكان. إلا أن هناك بعض العوائق التي واجهتني وغيري ممن يرغبون بحضور أفلام السينما، فمسألة بيع التذاكر أون لاين عبر شبكة الإنترنت مسألة غير سهلة، لأن الشخص لا يمكن أن يشتري التذكرة قبل الفلم بأسبوع أو بيوم أو بيومين، فأحيانا فكرة حضور فلم سينمائي تأتي وليدة اللحظة، أو قد يخطط لها الشخص وتحول ظروفه دون تنفيذ هذا المخطط، وقد اعتدنا في حياتنا عندما نسافر ونذهب إلى صالات السينما أن نقف ونرى نوعية الأفلام المعروضة وأوقات عرضها، أو أن نطلع عبر موقع الإنترنت على الأفلام وأوقاتها قبل الذهاب لتحديد الفلم الذي يرغب الشخص بحضوره، وهذه هي طبيعة حضور السينما التي عرفناها. الأمر الآخر أن الدخول على مواقع السينما في الإنترنت جربته مرتين وبعدها أوقفت المحاولة، فالموقع غير مريح أبداً، ويحتاج إلى كثير من الترتيب، أضف إلى ذلك، فكرة تقسيم أفلام للعائلات وأفلام للأفراد تُحدث إرباكا لمن يدخل الموقع وليس فيها تنظيم، فأنا جل تركيزي على الفلم نوعه وأبطاله وعندما أدخل عليه للحجز أجده للأفراد والعكس، وهذا يجعل حضور فلم سينمائي أمر غير متاح، هذا عدا أن الحجوزات يومياً ممتلئة والصالة لا يكون فيها مقعد شاغر من بداية الساعات الأولى لطرح إمكانية الحجز عبر الإنترنت، وإن كانت صالات السينما ما زالت محدودة العدد فلماذا نجعل حضور الفلم أمراً صعباً فلنفتح الصالات للجميع بدون أن يكون هناك تخصيص عروض للعائلات وعروض للأفراد، على أن يكون هناك أماكن مخصصة للعائلات في نفس الصالة وذلك لنفتح المجال لحضور الراغبين أمثالي وعدم تصعيب الأمر عليهم.
السينما بعيداً عن المتعة، هي فائدة مكثفة للفكر المجتمعي وهي أداة قوية للتغيير الاجتماعي، وأداة معرفية عظيمة. كما أن تأثيراتها سريعة المفعول لأنها عبارة عن فكر وسلوك واتصال ثقافي بين المجتمعات.
في الحقيقة، ما زلت بانتظار فتح المزيد من صالات السينما، لتستوعب كل محبيها وعشاقها، فهي تجمع كل الفئات وليست مخصصة لفئة أو عمر معين. وما زلت بانتظار آلية أسهل للحضور والمتعة بالفن والثقافة.