«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
شكّل الاتحاد السعودي لكرة القدم لجنة بقيادة المدرب الوطني عمر باخشوين لدراسة وتقييم تجربة عدد اللاعبين الأجانب الـ8 الموجودين في هذا الموسم الاستثنائي، وأن كان هذا قرار الـ8 لاعبين أجانب والذي صدر في بداية هذا الموسم وجد نقد من القلة القليلة، إلا أن أصوات المطالبين بإلغائه والعودة لـ4 لاعبين أجانب أصبح واضحاً وجلياً بعد التجربة الميدانية.
«الجزيرة» وكعادتها في بحث القضايا، اتجهت لعدد من خبراء الرياضة، وسألتهم عن آرائهم ورؤاهم في جانب عدد اللاعبين الأجانب المناسبين للكرة السعودية.
في البداية أكد خالد العجلان رئيس نادي الطائي السابق بأنه يصف بجانب المطالبين بتقليص عدد اللاعبين الأجانب في الدوري السعودي، وقال: «أنا مع تقليص عدد اللاعبين الأجانب لـ4 والخامس يكون احتياط، فوجود عدد 8 لاعبين في الكرة السعودية مثير للدوري ولكنه في المقابل يقضي على اللاعبين السعوديين، ولذلك الإثارة يجب أن لا تكون على حساب المصلحة العامة، كذلك الأندية المشاركة آسيوياً ستتأثر في هذا الجانب».
وأضاف: «وجود عدد كبير من اللاعبين الأجانب في الدوريات يصلح للكرة الأوروبية لأنها تصدر لاعبين، بينما نحن لا يوجد لدينا أي لاعب محترف، ولذلك متى استمر الوضع الحالي فسوف تتدمر الرياضة السعودية، وكل ما نتمناه من اتحاد القدم هو إصدار القرار الذي يحمي رياضتنا».
من جانبه، أشار طارق كيال مدير الكرة بفريق الأهلي والمشرف العام على المنتخب السعودي سابقاً بأنه مؤيّد لتقليص عدد اللاعبين الأجانب، وقال: «أنا مع تخفيض عدد اللاعبين الأجانب لـ4 مع وجود لاعب مواليد، فالمعادلة يجب أن تكون متساوية، نحن نريد دوري قوي، ومنتخب قوي، ووجود ثمانية لاعبين أجانب مؤثّر على المنتخب، فلاعبونا لا يحترفون خارجياً بسبب ارتفاع عقودهم، ولكن تخفيض عدد اللاعبين الأجانب أراه واجب، فنحن في المنتخب اليوم نفتقد للمهاجمين، والمدافعين، وفي القادم أن استمر الـ8 لاعبين سنفتقد للاعبين الوسط والحراسة، ناهيك عن تأثير هذا القرار على الفرق التي تشارك آسيوياً».
وأضاف: «بعض الأندية وقعت عقود مع لاعبيها الأجانب لمدة سنتين وثلاث سنوات، وهذه حلّها سهل، فتسويق اللاعبين حينما يصدر أمر التخفيض أمر سهل».
وتابع: «قد نقبل هذا القرار في هذا الموسم الاستثنائي، ولكن ليس مقبولاً استمراره على المدى البعيد لأن تأثيره واضح وجلي».
من جهته، قال الزميل المستشار الإعلامي صالح بن علي الحمادي: «بصراحة من حق كل مسؤول يتولى كافة الأمور الخاصة بالرياضة عامةً وكرة القدم على وجه الخصوص طرح وتجريب كل ما يراه يخدم الصالح العام لكرة القدم السعودية.. ونحن (كأعلام) كنّا على مدى سنوات نطالب بالتجديد والتغيير.. لكن متى جاءت الأمور عكس المنشود يجب فوراً العودة عن القرار وعدم التمادي فيه».
وأضاف: «اليوم تجربة عدد ثمانية لاعبين أجانب في الدوري تعطي مؤشرات مبكرة وقوية جداً بعدم النجاح ولن نقول الفشل.. ؟! احتراماً لصنّاع القرار الرياضي، الذين همهم الأول والأخير تطوير كل ما من شأنه رفعة شبابنا».
وتابع:» نعم: تصور مع الاعتماد الكامل على حراس مرمى أجانب ومهاجمين من (الهدافين) أجانب.. كيف ستتاح الفرصة للاعب السعودي كي يفرض وجوده؟!. أنه أمر بالغ الصعوبة، والأكيد أن تقليص العدد إلى النصف.. أربعه فقط (ووفق النظام المعمول به في دوري أبطال آسيا) هو الحل الأمثل اعتباراً من الموسم المقبل.
وأشار الحمادي بأن ما يتعلّق بالأجانب في غير دوري المحترفين؟! فوجودهم في دوري الثانية ودوري الأولى هدر مالي لا مردود منه أبداً مع الاحترام!
من جهته، أوضح المدرب الوطني بندر الأحمدي بأنه مع تخفيض عدد اللاعبين الأجانب لـ4 لاعبين مثل السابق، ولكن يجب مراعاة الفرق التي تعاقدت مع لاعبين أجانب لسنتين وثلاث سنوات، بحيث يسمح في الموسم القادم بوجود خمسة لاعبين أجانب والموسم الذي يليه نعود للأربعة لاعبين، وقال موضحاً سبب وجهة نظره:»أنا مع تخفيض عدد اللاعبين الأجانب حتى نمنح الفرصة للاعبين السعوديين بشكل كامل، فنحن في السابق كانت مشكلتنا في الكرة السعودية خط الهجوم، لأن معظم الأندية تتعاقد مع مهاجمين أجانب، واليوم تعدَّدت المشاكل، ووصلت لقلوب الدفاع، إذ أصبح المنتخب السعودي أظهرة ولاعبين وسط فقط، بينما يعاني هجومياً ودفاعياً، وهذا بسبب وجود لاعبين أجانب بهذا العدد الكبير والمؤثّر».