متابعة - سلطان المهوس:
شهدت النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس آسيا 2019 التي اختتمت منافساتها مؤخرًا في العاصمة الإماراتية أبوظبي نجاحًا غير مسبوق على مختلف الأصعدة أهمها القرار الصائب للاتحاد الآسيوي لكرة القدم المتمثل بمشاركة 24 منتخبًا في الحدث الكروي القاري.
وكان المنتخب القطري قد ظفر بلقب المسابقة للمرة الأولى في تاريخه بعد فوزه في المباراة النهائية على اليابان بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، ليتوج «العنابي» مسيرة مظفرة حقق خلالها عديدًا من الأرقام المميزة التي جيّرت له كأس البطولة عن جدارة واستحقاق.
وعلى مدار 28 يومًا من التنافس الرياضي المثير بين منتخبات القارة الصفراء، عبرت كأس آسيا في «حلتها» الجديدة الكثير من المحطات المضيئة، أبرزها الاهتمام الواسع التي حازت عليه من عشاق اللعبة إضافة إلى الزخم الإعلامي والجماهيري والنجاح التسويقي مما جعل نسخة «الإمارات» هي الأنجح في تاريخ البطولة.
وأقيمت مباريات المجموعات الستة والأدوار الإقصائية على ثمانية ملاعب توزعت في أربع مناطق جغرافية وهي العاصمة أبوظبي وإمارتي دبي والشارقة والعين، حيث تجاوز عدد الحضور الجماهيري حاجز الـ600 ألف متفرج في 51 مباراة بمعدل 12 ألف متفرج للمباراة الواحدة.
كما كانت نسبة إشغال الفنادق هي الأعلى في تاريخ البطولات الآسيوية حيث وصلت النسبة إلى 95 في المائة بحسب اللجنة المحلية المنظمة للحدث.
وأوضحت اللجنة المنظمة أن وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة تداولت اسم البطولة منذ انطلاقتها في الخامس من يناير الماضي سبع مليارات مرة شملت الفيديوهات والتعليقات والانطباعات والصور.
وشهدت البطولة تسجيل مهاجم المنتخب القطري المعز علي رقمًا قياسيًا بإحرازه تسعة أهداف في نسخة واحدة متجاوزًا رقم المهاجم الإيراني علي دائي الذي سجل ثمانية أهداف عام 1996 في البطولة التي استضافتها الإمارات أيضًا.
كما استحوذ منتخب قطر على الجوائز الفردية، إضافة للقب الهداف؛ نال المعز علي جائزة أفضل لاعب في البطولة، وحاز الحارس سعد الشيب على لقب الأفضل بعد أن حافظ على شباكه طوال 608 دقائق وتلقت شباكه هدف وحيد فقط كان في المباراة النهائية أمام اليابان.
وبعد قرار الاتحاد الآسيوي للعبة فيما يتعلق بتخصيص جوائز مالية كبيرة للمنتخبات المشاركة، فقد نال المنتخب القطري بطل المسابقة مبلغ خمسة ملايين دولار، فيما حصل الياباني الوصيف على ثلاثة ملايين دولار، كما حاز منتخبا الإمارات وإيران على مليوني دولار بواقع مليون لكل منتخب، بينما نالت بقية المنتخبات مبلغ 200 ألف دولار لكل منتخب.
وظهرت تقنية الفيديو (VAR) للمرة الأولى في تاريخ كأس آسيا حيث أقر الاتحاد الآسيوي للعبة استخدامها مع بداية الدور ربع النهائي.
وأعرب معالي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن سعادته بنجاح النسخة السابعة عشرة من البطولة، مشيدًا بكافة الجهود التي أسهمت في ترجمة أهداف الاتحاد وعكس الصورة المشرقة عن اللعبة في القارة الآسيوية.
وقال الشيخ سلمان بن إبراهيم في تصريحات إعلامية: « لمسنا من خلال البطولة أن القارة الآسيوية أصبحت اليوم موحدة بشكل أكبر وأعمق وأن المسافات تقترب بين كل الاتحادات الوطنية، وهذا يؤكد ترجمة الرؤى والخطط إلى واقع ملموس يخدم مصالح اللعبة في كافة أنحاء آسيا».
مضيفًا: «رفعنا شعار (آسيا موحدة) لنضئ مستقبلاً حقيقيًا للكرة الآسيوية، عملنا منذ اللحظة الأولى على بناء قاعدة أساسية وصلبة ترتكز على الشراكة الحقيقية مع كافة الاتحادات الوطنية، وحاولنا مد جسور الثقة والتفاهم انطلاقًا من وحدة الهدف والمصير المشترك فتجسد ذلك من خلال النجاح المميز للبطولة التي استضافتها دولة الإمارات العربية المتحدة».
وعن التجربة الناجحة لرفع عدد المنتخبات المشاركة إلى 24 منتخبًا قال رئيس الاتحاد الآسيوي: «كان الإصرار على زيادة عدد المنتخبات من منطلق الإيمان بأن الفوارق لم تعد شاسعة بين الدول المنضوية تحت عضوية الاتحاد، وهذا ما تجسد بالفعل من خلال المستويات التي شاهدناها في البطولة، نأمل أن نبدأ على تطوير الفكرة أكثر ودراسة كافة النقاط الإيجابية التي تدعم نجاحها في المستقبل».
وأوضح الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة: «اتخذنا قرارًا حاسمًا بزيادة عدد المنتخبات ومنح الفرصة والدعم والمساندة لمواطن آسيوية كروية جديدة للدخول في معترك الاحتكاك، فاليوم تجد أن نحو نصف الاتحادات المنضوية تحت لواء الاتحاد القاري تشارك بالبطولة وهو ما يسلط الضوء أكثر على بقع جغرافية متعددة وأثر ذلك الكبير على عدة جوانب فنية وتسويقية وغيرها من الأهداف المهمة التي تحققت».
كما أشار رئيس الاتحاد الآسيوي إلى أهمية القرار المتمثل بتخصيص مبالغ مالية للمنتخبات، مؤكدًا أن ذلك يعزز من النجاح الملحوظ للبطولة لا سيما أنها المرة الأولى في تاريخ المسابقة التي يتم فيها تخصيص جوائز قيمة للمشاركين.
من جانبه أكد رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم، تشونج ميونج جيو، أن اعتماد رفع عدد المنتخبات المشاركة بالبطولة القارية إلى 24 منتخبًا كان قرارًا إيجابيًا ورائعًا، مشيرًا إلى أنه يعزز من فرص الاحتكاك والتطوير للمستوى الفني للعبة في آسيا.