انتهت البطولة الآسيوية بكل ما فيها، وأخفق منتخبنا الوطني كالعادة في تغيير الصورة القاتمة التي تلبّسته وتلبّسها منذ سنوات، ولم يستطع كسر بروازها والخروج منها لفضاء أوسع رغم أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لتغيير هذا الواقع المرير. مشاركة لم نتوقع منها الكثير لمعرفتنا المسبقة بوضع الفريق وإمكاناته، ومع ذلك لسنا وحدنا من فشل؛ فهذه أستراليا بطلة النسخة السابقة خرجت من دور الثمانية؛ وهذا دليل على أن الوصول للقمة أسهل من البقاء على رأس الهرم الآسيوي. أيضًا يمكن القول إن اليابان أجهدت نفسها في التخطيط بكل أنواعه، ومع ذلك لم تستطع تحقيق الحلم الآسيوي الخامس رغم كل شيء؛ وهذا دليل آخر على أن التخطيط ورسم الأهداف لا يضمنان بقاءك في القمة للأبد، ولكن ربما يجعلانك من فرق المقدمة أو الفرق التي يشار لها بالبنان. الإمارات رغم خروجها تعتبر الرابح الأكبر؛ فقد أثبت أبناء الإمارات الشقيقة أنهم يملكون الإبداع في كل شيء؛ فهم قادرون على تنظيم كبرى المسابقات الرياضية باحترافية واقتدار، وبإبداع مختلف.
أما ما يخص البطولة فأقول إن هذه البطولة علمتنا أنه بإمكان أي فريق متواضع في كل شيء أن يحقق البطولة كما فعلت قطر التي سخرت الكثير من المال والقليل من الجهد بعيدًا عن التخطيط والعمل الجاد للوصول إلى الهدف حتى في حضرة ملوك التخطيط ورسم الاستراتيجيات (اليابان، وأستراليا) بعد أن نسف القطريون الحلم بطريقة (من له حيلة فليحتَلْ) كإحدى الخطط التي تتبعها قطر لتعثو في الأرض فسادًا على جميع المستويات. هم فقط سخروا المال والحيلة لتجميع عدد كبير من الأجانب بطرق ملتوية، وخلطهم بخلاط (الجواز الواحد)؛ ليصبح لديهم فريق متجانس من المجنسين، يستطيع الفوز بآسيا، ويهزم التخطيط والبناء والأكاديميات وشرف المنافسة الرياضية.
باختصار شديد أقول: إن تقديم كل ما لديك وبذل الجهد لن يكون كافيًا لتحقيق أهدافك، وكما يقال (doing your best is not always enough). على العموم، رسالة شرف المنافسة لكل المفسدين والمزورين أنه بإمكانكم شراء لاعبين وشراء المدرجات والبطولات وكل شيء، ولكن لا تستطيعون تغيير واقعكم البائس.
نقاط متفرقة
# لم نعد نعرف ماذا يريد إعلام النصر؛ فمرة يصبون جام غضبهم على اتحاد الكرة ولجانه، ومرة على أرضيات الملاعب، وأحيانًا على الفار.. بصراحة الموضوع أوضح من أن يلصق بالآخرين. الفريق ضعيف فنيًّا. عدد قليل من الأجانب هم من يحملون عبء الضعف الفني للفريق، ويكافحون للوصول بالفريق للنهاية، أما البقية مع احترامي (تكملة عدد)؛ إمكاناتهم الفنية محدودة، ولا تخدم الفريق ليواصل المنافسة. ركزوا على الجانب الفني ليتعدل مسار الفريق بعيدًا عن الفار وغيره من الأعذار.
# انتهى السوبر بول الأمريكي بفوز (new England). وهذا الأمر كان متوقعًا منذ البداية. كنت قد طلبت من الأستاذ رجاء السلمي نقل اقتراحي لسعادة المستشار تركي آل الشيخ بدعوة فريقَي السوبر بول بعد النهائي للعب سوبر بول سعودي نظرًا لشعبية هذه اللعبة في أمريكا، وللتعريف بالمملكة ودورها الريادي على المستوى الدولي, ولكن... عمومًا كنت أتمنى مشاهدة فريقَي السوبر بول في المملكة في خضم النشاطات الرياضية المقامة حاليًا.
** **
- فهد المطيويع