فيصل المطرفي
خطفت العلا الجوهرة الأثرية الثمينة في المملكة العربية السعودية كل الأنظار في الفترة الماضية، بإقامتها احتفالات وفعاليات متعددة انطلقت من شتاء هذا العام، وباعتبارها موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر عصور متعاقبة، يأتي برنامج مهرجان شتاء طنطورة انعكاسًا لهذا الإرث العريق، حيث تلتقي الثقافات وتمتزج الفنون من الشرق والغرب عبر مناسبات ثقافية وفنّية سجلت نجاحا مبهرا وحضورا جماهيريا غفيرا واهتماما إعلاميا واسعا تحدث عن هذا الحدث الكبير بايجابية وإعجاب.
في عطلة نهاية الأسبوع الماضي استضاف المهرجان على مسرحه الفنان الأوبرالي والموسيقار الإيطالي الشهير «أندريا بوتشيلي» صاحب السيرة والمسيرة الكبيرة، ليحيي إحدى ليالي شتاء طنطورة، ويكون أبرز ضيوف العلا.
بوتشيلي أبدى اهتمامًا بالموسيقى منذ الصغر حتى بات الأبرز والأشهر، رغم طفولته الصعبة التي بدأت بمعاناة تشكلت في ضعف البصر لديه، وبعد بلوغه سن الثانية عشرة أصيب بالعمى أثناء لعبه لكرة القدم، لكن ذلك لم يمنعه من المثابرة، وواصل هواياته ودراسته والكفاح حتى نجح وعانق النجومية.
محبو هذا الفن كانوا على موعد استثنائي مع التاريخي «بوتشيلي» بعد أن وصل إلى المملكة العربية السعودية وسط هالة إعلامية واسعة، بالطبع أنه لم يبصر الاستقبال الذي كان ينتظره ولكنه شعر بالحفاوة الكبيرة، وبعاصفة التصفيق التي كانت تحاصره بعد كل وصلة، وكان يبادلهم التحية في كل فاصل على طريقته الخاصة، حتى فاجأ الجميع بمشاركته بالزي السعودي احتراماً للبلد وتقديرًا لثقافتها قبل أن يشكر الجميع ويودع كل الحضور.
في المقابل وقبل وصول «بوتشيلي» إلى العلا، نجح الهلاليون الأسبوع الفائت في التوقيع مع مواطنه لاعب الوسط الشهير «سيباستيان جيوفنكو» في صفقة تعد هي الأقوى فنيًا وماليًا في الميركاتو الشتوي بالملاعب السعودية، وذلك ضمن مساعي الإدارة الهلالية وتحركاتها لتدعيم صفوف الفريق للمرحلة الأهم في الموسم، وحظيت الصفقة بهالة إعلامية كبيرة واهتمام وتفاعل جماهيري كبير نظير ما يمتلكه اللاعب من إمكانيات كبيرة ومسيرة زاخرة في كل محطاته، ويُنتظر أن يكون هو نجم النصف الثاني من الموسم.
في العلا الجميع كان يترقب الفنان والموسيقار الشهير «بوتشيلي» ليقدم كل روائعه، وفي الهلال الجميع يترقب وصول الايطالي «جيوفنكو» ليعزف أجمل الألحان داخل المستطيل الأخضر ويقدم أجمل العروض ويشكل الإضافة الحقيقية المرجوة للفريق، ويستمر طوال مدة عقده علامة فارقة في الفرقة الزرقاء.
... هذا هو الحال!
كتبت في مقال الأسبوع الماضي عن الاتحاد السعودي لكرة القدم تحت عنوان «من ورّط الرئيس»، وتوالت أحداث لم أستغربها ولم أتمناها كذلك، لكنها للأسف تعكس واقع اتحاد الكرة، وبدأ المجتمع الرياضي يتعرف أكثر على آلية العمل داخل أروقة الاتحاد، وسط صمت مطبق من المتحدث الرسمي، ويشاركه في الصمت «الرئيس» الذي ظهر في «أزمة الملاعب» وأشعل فتيلها، وبعد ذلك.. الكل يبحث عن الرئيس، أين الرئيس؟ اختفى!
الخوض والحديث في ملف (لجنة المسابقات، استقالة الرئيس والنائب، خطاب رئيس اللجنة الجديد، تصريح المتحدث المثير للجدل، ونقل مواجهة الشباب والرائد، ثم الانتقال للجنة الانضباط واستقالة رئيسها، والانتقال إلى عقوبة رئيس النصر، والمهاجم المغربي).. بات غير مجدٍ إطلاقا، كونه أشبع طرحًا ولا حياة لمن تنادي، ولكن لكم أن تتخيلوا أن كل تلك الملفات محل اختلاف وجدل كل الرياضيين، حدثت فقط خلال أقل من أسبوعين!!
سأنتقل للأهم في مستقبل كرة السعودية فيما يخص قرار استمرار اللاعبين الأجانب، - على سبيل المثال - من سيقرر استمرارهم، أو تقليصهم، هل هو اتحاد كرة القدم الحالي؟ هل سيكرر أخطاءه في قرارات هامة تمس المسابقات والأندية ومستقبلها؟
أشعر بل أكاد أجزم بأنه «اتحاد» لم يستطيع مواجهة العاصفة الحالية، ووضع نفسه طرفًا في بعض القضايا، واختلق أزمات وصراعات من المفترض أن يكون سببًا في حلها لا تعقيدها وتصعيدها.
من الطرف الآخر السيد «بيتزي» المدير الفني للمنتخب السعودي الأول ظهر في تصريح تلفزيوني لصالح قناة «العربية» مع الزميل «نايف الثقيل» وأكد أنه لا زال ينتظر الرد من اتحاد كرة القدم بشأن مستقبله للاستمرار في تدريب الأخضر من عدمه بعد أن سلّم كافة التقارير، ويبدو أن الملفات الداخلية والقضايا التي تتصاعد بشكل متسارع حول اتحاد الكرة أجلت البت في هذا الملف، لذلك منتخبنا ومستقبل جهازه الفني مؤجل حتى إشعار آخر!