صيغة الشمري
منذ سنوات طويلة والبنوك السعودية تمر بحملة تشويه ممنهجة قد يراها البعض مقصودة وقد يراها آخرون دون قصد، تخضع «لأيدلوجيا» المجتمع السعودي، وفي نظرة فاحصة قد يلفت الانتباه أن أغلب ما يشكل رافداً من روافد الاقتصاد السعودي مثل السياحة والقطاع البنكي وغيرها يخضع لشيطنة صورته في أذهان الناس لأغراض تتعلق بإضعاف الاقتصاد السعودي، وعندما استطاعت البنوك السعودية أن تحصل على ثقة المجتمع المحلي والعالمي أخذت الحملة الممنهجة في التشوية شكلاً آخر يتعلق بالطنطة حول إظهار البنوك بعديمة المسؤولية الاجتماعية، حتى أصبح من الصعب إقناع أي مواطن عادي بدور البنوك الفعال في هذا المجال وبأنها تقوم بأعمال خيرية واجتماعية كثيرة. وجدت لزاماً عليَّ ككاتبة صحفية أو من المنتمين للقطاع المصرفي أن أحاول تصحيح الصورة بمجهوداتي المتواضعة، ليس خدمة للبنوك فقط بل لإيماني بدورها الكبير كجزء مهم جداً من الاقتصاد السعودي. من الذي قام بإنشاء وتشغيل مركز للتوحد بقيمة 286 مليون ريال؟، من الذي قام ببناء برج طبي لأبحاث الأمراض المزمنة بمبلغ 72 مليون ريال؟ من الذي قام بدعم مركز أبحاث العقم في التخصصي بعشرة ملايين ريال؟ من الذي قام بإنشاء مركز متكامل لمكافحة التدخين بقيمة 4.5 مليون؟ من الذي قام ببناء وتجهيز 500 وحدة سكنية مؤثثة بالكامل للفقراء؟ من الذي دعم ذوي الاحتياجات الخاصة والمنح الدراسية والبحوث العلمية ومراكز التدريب؟
إن وجدتم أكثر من البنوك السعودية داعماً لما ذكرت فلكم الحق أن تقللوا من شأنها، وإن وجدتم ما ذكرته صحيحاً فأتمنى أن لا تجحدوا دورها وتحبطوها عن تقديم دعم أكبر لأناس أكثر احتياجاً منكم لهذا الدعم، علينا أن نتوقف عن نشر إساءات لسنا متأكدين من صحتها وليس لدينا دليل واحد على ما نتناقله عنها مما يجعلنا مساهمين بتشويه سمعة اقتصادنا الوطني وزعزة الثقة به في وقت نحن أحوج فيه لتقوية جبهتنا الداخلية وعدم نشر أو تداول خبر سلبي مهما بدا لنا تافهاً لاسيما ونحن في عصر السوشال ميديا، إذ لم يعد هناك مسافة بين الشعوب حيث ينتقل المقطع المسيء لجميع سكان الكرة الأرضية، حيث العالم لم يعد قرية واحدة بل غرفة واحدة كل يوم يمر تقصر المسافات وتزيد سرعة انتشار الخبر بشكل لا يُصدق.