مشكلة المشاكل مع الأبناء الصغار ويلحق بهم طالبوا العلم من الكبار، مع هذه الطلبات الهادفة إلى تحويل صقيع جيوبنا إلى لهيب حار، من كثر ما ندخل أيدينا فيها بحثاً عن ريال مختبئ خلف الجدار، لهيب يلسعنا وهو كالثلج على قلوب إخواننا التجار، خبراء جمع الريال والدينار، فالأسعار حلقت في الأعالي، والجيب من الريال خالٍ، والويل الويل لهؤلاء الصغار، من هذا التأكيد وذاك التكرار، من المدرسين على الطلاب لإحضار: هندسة وأقلام وصوف وألوان حبر وفرجار.
طلبات لها أول وليس لها آخر، فالأبلة عبلة مدرسة الجغرافيا، تريد خارطة، للتافيا، وفوق ذلك بوصلة لتحديد القبلة وتربة من سطح القمر وصورًا لنهري النيل ودجلة، أما طلبات مدرس العلوم فقد تفنن في طلبات تقلب الرأس وتجلب الهموم، فالمطلوب مجسماً لحنجرة وبلعوم، مع صورة لجريان الدم في الجسم خلال النوم، وليست طلبات مدرس الإنجليزي بسهلة أو (إيزي)، فالمطلوب دفترٌ ملونٌ وبالأحرف البارزة مطرزٌ، وقاموسٌ ثلاثي الأبعاد، يحوي كلام الإنجليز جامعاً بين أقوال الأبناء والآباء والأجداد.
أما طلبات مدرس الفنية، فحدث عنها بكل وجع وأسية، فقد علمت الأبناء على العديد العديد من الأساليب الملتوية التي فيها تزلف وتزوير وانحطاط، فما فائدة عمل يقوم به شخص مأجور أو خطاط.
فيا إدارات التربية والتعليم، نريد تأكيدًا على تنفيذ هذا الكم الكبير من التعاميم، وأن لا تكون مجرد حبر سيال قليل التأثير.
** **
Salehn36@gmail.com