إن التعليم هو نبراس الحياة ومعول من معاول بناء الأمم، فلا تقدم إلا من خلاله، وعليه تعول الآمال العريضة لنهضة بلادنا الحبيبة، وواقع التعليم في مملكتنا الحبيبة يبشر بخير ما دامت هناك جهود مخلصة تضع نصب أعينها بناء المجتمع وتطوير تعليمه، وتضع هذا غايتها، وتبلوره في رؤيتها التي تسعى جاهدة إلى تحقيقها في كافة المستويات؛ ليصبح الحلم واقعًا معاشًا، ويجني ثمار هذه الحركة التعليمية الفريدة أولادنا وأحفادنا الذين نضع على كاهلهم مستقبل الوطن، وحماية رايته خفاقة في عنان السماء بإيمانها، وبعلمها، وعملها.
والتعليم لن نستطيع أن نجني ثماره إلا إذا تضافرت الجهود المخلصة وتعاون جميع أبناء الوطن، وكلنا في سفينة الوطن شركاء في البناء، وأخص بالذكر إخوتي المعلمين وأخواتي المعلمات في الميدان التربوي الذين تلقى على كاهلهم مسؤولية عظيمة في تحقيق أحلامنا التعليمية، وتعليم أبنائنا وبناتنا، وأذكرهم بأن التعليم رسالة لا مهنة، ولن يقوم للبناء التعليمي هامة إلا بجهودهم المخلصة، وتفانيهم، وروحهم البطولية داخل الصفوف صابرين محتسبين الأجر من الله عز وجل، فأنتم إخوتي المعلمين تقومون برسالة سامية لا وظيفة ولا مهنة كغيركم من أقرانكم فأنتم تقومون بعمل سامٍ، ورسالة نبيلة، إنها وظيفة الأنبياء والرسل، وتذكر أجرك الذي تجنيه من عملك الجليل كما قالَ رَسُولُ اللهِ صلى اللهُ عليْه وسَلَّمَ
إنَّ اللهَ ومَلائِكَتَهُ وَأَهْلُ السَّمَواتِ والأرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ في حُجْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ على مُعَلِمِي النَّاسِ الخَيْرَ (رواه الترمذي)
فالاجتهاد الاجتهاد داخل صفوفكم، وضعوا نصب أعينكم أن هؤلاء الذين يجلسون أمامكم اليوم على المقاعد مستمعين، ومنصتين لحركاتكم، وسكناتكم، فأنتم قدوتهم، ومنكم يستمدون، ويكتسبون قيمهم، ومعارفهم، وعلى أيديكم تبنى ثقافتهم وشخصياتهم، وهم -في المستقبل القريب- من سيعلمون أبناءكم وأحفادكم، هم الآباء والأمهات، هم الذين سيكملون المسيرة، ويرتبط بهم مستقبل الوطن.
فأبناؤنا وبناتنا -أخواتي المعلمين وأخواتي المعلمات- أمانة في أيديكم فراعوا الله فيهم، ولا تضيعوا الأمانة، ونحن نثق بكم، وفي علمكم، وفي قدرتكم على تحمل المسؤولية العظيمة التي تشرفتم بحملها، ونحن معكم مقدرين المسؤولية، ومساندين لعملكم، ومكملين المسيرة، لا منتقدين ولا هادمين لجهودكم المخلصة، ولبنائكم التعليمي الذي تسعون جاهدين إلى تشييده على أكمل وجه، ونحن معكم نسعى جاهدين إلى تربية أبنائنا وبناتنا على احترامكم، وتقدير جهودكم جميعًا وأهمس في أذن جميع الآباء والأمهات أبناؤكم أمانة، قدروا جهود المعلمين والمعلمات، وساعدوهم في مهامهم، ولا تتركوا المسؤولية كاملة عليهم، لائمين لهم، ومقوضين لأعمالهم، وملقين باللائمة عليهم، فالجميع شركاء، والجميع مسؤول، فكلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، وتذكروا جميعًا أن العلم هو السلاح الأوحد الذي سيحمي مستقبل أولادنا ومجتمعنا من شتى ما يحيك بنا من أفكار وأباطيل تستهدف سفينة الوطن، حفظ الله بلادنا من كل سوء.