«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - فواز الروقي:
وصلت إلى قاعدة الملك سلمان الجوية بالرياض جثامين خمسة خبراء لنزع الألغام التابعين للمشروع السعودي لتطهير الأراضي اليمنية الشقيقة من الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية الإرهابية ضمن مشروع (مسام) أحد برامج مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، هؤلاء الخبراء من كسوفا والبوسنة وكرواتيا وجنوب إفريقيا.
وقال معالي وزير حقوق الإنسان في الجمهورية اليمنية د. محمد عسكر إنه بتوجيهات من فخامة رئيس الجمهورية اليمنية جئنا لاستقبال جثث هؤلاء الخبراء الذين قدموا أرواحهم ضحايا على أرض اليمن في محافظة مأرب، وهم ينزعون الألغام التي تقتل العشرات يومياً من الأطفال والنساء بسبب هذا الإجرام الإرهابي الحوثي ضد الشعب اليمني وقد زرعوا في جميع الأماكن التي استحلوها آلاف الألغام.
وأكد الوزير اليمني بأن مشروع (مسام) السعودي لنزع الألغام في اليمن هو مشروع خير وجبار أريد منه تفكيك هذه الألغام التي تسبب عوائق للشعب اليمني، ونحن نقدر للمملكة هذه البادرة.. ويهدف المشروع إلى تخفيف معاناة الشعب اليمني وإدارة عجلة التنمية في البلاد منذ انقلاب هذه المليشيات الحوثية على الشرعية.
وأضاف معاليه بأن هذه الحادثة سببت ألماً شديداً لأن هذه الأعمال ليست من شيم أهل اليمن الغدر بضيوفهم وخصوصاً هؤلاء الخبراء الذين كانوا ضحية إجرام من جراء هذه الألغام التي كانت تحت التراب وفي أماكن خفية.
وأشار معاليه إلى أن هذه الألغام التي أضرت أجساد اليمنيين وحولت بعضهم إلى معاقين كانت بدعم ومساندة من إيران البلد الخبيث الذي يصدر الإرهاب إلى كل مكان من خلال خبرائهم وخبراء من حزب الله، وهذا العمل لا شك أمر مؤلم لنا جميعاً وهناك تحقيقات من قبل وزارة الداخلية اليمنية والمسؤولين في مشروع (مسام) لمعرفة حقيقة انفجار هذه الألغام في هؤلاء الخبراء ومعرفة أسبابها حتى يتم تجنب أي كارثة.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن عدد الألغام التي تم نزعها.. أوضح الوزير اليمني بأنه يتم يومياً نزع المئات والأرقام وصلت حتى الآن إلى 250 ألف لغم تم نزعها من قبل الجيش اليمني والتحالف ومشروع (مسام) السعودي والبرنامج الوطني لنزع الألغام في اليمن، والعدد لا زال أكبر من ذلك بكثير.. لأن زراعة الألغام يتم محلياً من خلال خبراء أعداء الدولة اليمنية وبشكل يومي ونحن نحتاج إلى دعم كبير من دول التحالف.. والمنظمات الدولية لنزع الألغام.
وبيَّن عسكر بأن هذه المليشيات الإيرانية الحوثية بزراعتها هذه الألغام طالت كل المؤسسات العامة في الدولة وتورط هذه المليشيات بهذه الأعمال العدائية للشعب اليمني وهي انتهاكات للقانون الدولي.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن تأخير المشروع بمقتل هؤلاء الخبراء رد الوزير اليمني قائلاً: هذه مبادرة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين للشعب اليمني ولن تتوقف بمقتل هؤلاء الخبراء، وهدفنا هو هدف إنساني ونزع الألغام أن يكون في وقت السلم، ولكن المملكة رأت بأن الشعب اليمني سوف يتضرر من هذه الألغام وحرصت على نزعها حتى وقت الحرب.. وهي مبادرة إنسانية كبيرة وحققت نجاحات كبيرة والشرعية ستكون مع توجه هذه الدولة الخيرة خطوة بخطوة وسنعمل جاهدين لنجاح المشروع.
من جانبه قال الدكتور عبدالله بن صالح المعلم مدير إدارة المساعدات الصحية والبيئية بمركز الملك سلمان للإغاثة بأن المملكة تقف مع الشعب اليمني ولن يثنيها مقتل هؤلاء الخبراء فهي تدعم مشروعا إنسانيا كبيرا يجنب الشعب اليمني الكوارث من زراعة هذه الألغام التي زرعتها هذه المليشيات بمساندة من إيران.. نحن نقدم الخير لليمن وإيران تقدم الشر والخراب ونحن نعزي في هذا الفريق من الخبراء الذين كانوا في عمل إنساني وراحوا ضحية خطأ انفجار لغم فيهم.
وقال المعلم: إيران تسعى لزراعة اليمن بالألغام وتساندها مليشيات إرهابية.. وسوف تستمر المملكة ولن تتوقف في مشروعها الإنساني (مسام) والذي يكلف 40 مليون دولار لكي يجنب الشعب اليمني أضرار مثل هذه الألغام وهناك 32 فرقة تعمل في الميدان ومشاريع من الأمم المتحدة تدعمها المملكة لإزالة هذه الألغام ومن خلال الدعم الذي قدمته المملكة والإمارات وقد أزال المشروع ما يزيد على 39 ألف لغم بري وبحري وخطورتها على الشعب اليمني والملاحة الدولية.
كما تحدث مدير مشروع (مسام) السعودي في اليمن أسامة القصبي قائلاً: المشروع مستمر وهناك خبراء خلال أسبوع سوف يصلون عوضاً عن هؤلاء المتوفين الذين قضوا حياتهم في خدمة العمل الإنساني في اليمن.. وهم خسارة للمشروع، ونحن ننتظر نتائج التحقيق في هذه الحادثة الأليمة.
وأكد القصبي بأنه تم نزع أكثر من 41 ألف لغم وقذائف ناسفة.. ومدة المشروع سنة ونحن حالياً في منتصف المشروع ومستمرون فيه إلى النهاية.
وقد كان الحادث حادثا عرضيا، وقد يكون هناك عمل خارج عن المألوف، وسنعمل على تلافي أي غلطات في هذا العمل.. ولا يوجد أي إصابات سوى شخص وكانت إصابته طفيفة؟؟؟.
كما قال عبدالسلام باعبود نائب وزير الإدارة المحلية اليمنية نحن نقدر للمملكة هذه الجهود لنزع الألغام في اليمن وهذا عمل إنساني تشكرعليه، ولا شك بأن مصرع هؤلاء الخبراء خسارة، ونحن نعزي أقاربهم وهم كانوا في عمل إنساني.. وهذه المليشيات الحوثية زرعت هذه الألغام لقتل أكبر عدد من البشر سواء يمنيين أو غير يمنيين.. وهذا الحادث يضاف إلى سجل هذه المليشيات الحوثية الإرهابية التي زرعت اليمن بألغام، ونحن نشكر مركز الملك سلمان للإغاثة لنزع الألغام الأرضية في اليمن، وهؤلاء الخبراء قدموا أرواحهم وهم ضحايا لعمل خبيث..من قبل الذين زرعوا الشر لأهل اليمن.
وقد كان في استقبال جثامين هؤلاء الخبراء عدد من المسؤولين في مركز الملك سلمان وعدد من المسؤولين في الحكومة الشرعية اليمنية ومساعد قائد قاعدة الملك سلمان الجوية اللواء طيار صالح بن علي الملموس.