فهد بن جليد
لا يجب أن يكون الموظف المُطيع, الذي سيُنفذ أوامرك وتعليماتك الإدارية بحذافيرها وكما هي بالنص هو «الموظف المثالي» في نظرك كمُدير؟ على حساب الموظف المُفكر والمُبتكر والمُبدع الذي لن يلتزم بالنصوص وسيحقق لك الأهداف بشكل أفضل وأقصر, فهو يقيِّم الأمور ويتعامل معها وفق مسؤولياته وصلاحياته كموظف دون الحاجة للرجوع للمُدير في كل مرَّة, بما يضمن عدم تجاوز الأنظمة أو مُخالفتها, هذا النوع من الموظفين يُسجل إزعاجاً وتهديداً لكرسي المدير غير الواثق من نفسه, الذي يعيد موظفيه ويُلزمهم بالنصوص لا الأهداف, حتى لا يترك مساحة خاصة للموظفين الناجحين للإبداع وابتكار طُرق وأساليب أفضل لحل المشكلات والتعامل مع الظروف وفق الخطط العامة المرسومة والمقرَّة, بيئة العمل مليئة بالتقاطعات والمُمارسات المتنوعة التي تحتاج مزيداً من الثقة بين جميع الأطراف.
مُتطلبات الإدارة الناجحة اليوم يتعلم فيها الجميع بمُختلف مستوياتهم الإدارية والوظيفية الفرق بين مهامهم وواجباتهم وحقوقهم, وحدود صلاحيات كل منهم, كيف يكون موظفاً؟ وكيف يكون مرؤوساً؟ وكيف يُصبح رئيساً؟ دون التداخل في المهام والواجبات, أو حتى استغلال السلطة والنفوذ نتيجة ظهور بعض الموظفين المُتملقين وأصحاب المصالح ممن يقدمون خدمات خاصة للمُدير حتى خارج أوقات العمل, ويُطبِّلون له طوال الوقت من أجل الحصول على مميزات, وهو ما أخرج نماذج لعلاقات مشوَّهة في البيئة الإدارية, انسجم معها بعض المُديرين «كبديل» لتلك العلاقة الطبيعية المبنية على الحقوق والواجبات, والمنسجمة بين كافات المستويات الوظيفية.
شرط النجاح الأول أن تُعزِّز التواصل بينك وبين جميع المستويات الوظيفية في منظمتك دون الإخلال بالتراتبية الوظيفية ليشعر جميع الموظفين بالأمان والتقدير والاحترام, عندها سيتسابقون لتقديم الأفكار والمُقترحات وسيُساهمون في صنع إنجاز جديد كل مرة, فالمُدير الذي يتوافر للجميع, يُمارس العمل اليومي مع موظفيه, ليشعروا بوجوده بينهم أغلب الوقت كجزء فاعل يُضاعف من الإنتاجية ويزيد من ولائهم للمكان والوظيفية, عكس من ينزوي خلف المكاتب الوثيرة, أو يختبئ خلف تعاميم الالتزام بنصوص التعليمات والأنظمة -لا بروحها- والهدف من وضعها, وهنا يكمن الفرق بين المدرستين؟
وعلى دروب الخير نلتقي.