عَرَفَتْ زميلاً [بالدَّوامِ] مُمرِّضا
فتعرَّضَتْ لِرمُوزهِ وتعرَّضا
ودنا لها لمَّا رآها فتنةً
ترنو إليه-إذا فَضَتْ أو ما فضا
فتعلَّقتْ بخِلالهِ وبها غدا
مُتعلِّقاً يرجو الدَّوامَ إنِ انقضى
يتغازلان بعفَّةٍ ممزوجةٍ
بتشوِّقٍ أملاً لما يقضي القضا
ما جاوزا المعروفَ قولاً إنِّما [1]
ما سلَّمَتْ شاةً على ذئبِ الغَضَى
فالاقترانُ على الشَّريعةِ مَأملٌ
لهما لقد رَضِيتْ به وبها ارتضى
فأتى أباهُ وللسَّعادةِ هالةٌ
تَسقي ملامحَه، تُغيظُ المُبغِضا
.. أبتي وجدتُ شريكةً لا غيرَها
أرجو فأرجو منكَ يا أبتي [الرِّضا]
وأريد من أمِّي الذّهابَ لأمِّها
.. أرجوكِ.. أمِّي.. بالمحبَّةِ فَضْفَضا
فإذا بوالده يُعارِضُ بوحَه
مَن هذه ؟ مِن أيِّ لحظٍ مُنْتَضى؟!
فأجابَه من خيرِ أصلٍ طينُها
وزميلةٌ رَمَتِ الفؤادَ لتَنْبِضا
..يعني.. ممرضةٌ أجابَ نعمْ وما
بينا غرامٌ قد يَضيقُ به [الفضا]!
قال: ابتعدْ عنها تجدْ من أهلِنا
ما إنْ بدتْ لو شفْتَها لن ترْفُضا
لا يا أبي لا لن تكونَ شريكتي
إلاَّ التي أهوى فهاجَ وأعْرَضا..
هذي ممرضةٌ ولن أرضى بها
لك زوجةً ليضلَّ وجهي أبيضا
..لكنَّ وجهي أسوداً- بفراقها-
يغدو وأمضي عن مرامِك مُعرِضا
أبتي رجوتُك دعْ حياتي كيفما
أرجو فغير حبيبتي لن تفْرِضا
فأعابه شتماً وتأنيباً .. كفى
لا لن تكونَ ولوبها عمري مضى
وغدا لأهليها ليَبنيَ حاجزاً
ليصدَّه عنها فعابَ وحرَّضا
حتى ابنِه أخزاه وصفاً عندهمْ
ولِيَحْرِمَ [المظلومَ جهلاً] بَغَّضا
رامَ البياضَ لوجههِ أمَّا ابنُه
فبجهْلِه- يا ويحه- ما بيَّضا
وأثار في أهلِ البنيَّةِ غلظةً..
صوني ذويك بِقُرْبِ من لا يُرتَضى ..
ومضوا إلى مَن جاءَ يخطبُ بنتَهمْ
بالأمسِ ..ربُّكَ بالوفاقِ لكمْ قضى
فأتى بأهليه فأمسَتْ زوجةً
لِنَصيبِها.. لِلهمِّ لمْ يتعرّضا
أمَّا المضامُ بجورِ والده أبى
إلاَّ العزوبةَ والتوَّحدَ مربَضا
يا أيُّها الجانون دون بصيرةٍ
لا تمنحوا حَبْلَ الجهالةِ مَقبضا
ما الطبُّ إلا مهنةٌ عظمى فمن
ينقِصْها حقَّاً للحقيقةِ أنقضا
أوما درى أنَّ النَّساءَ بعهد من [2]
أوصى بِهِنْ لم يَتْرُكَنْ ما أبغضا [3]
لا خيرَ في من لم يفوِّضْ أمرَه
لإلهه والخيرُ في من فوَّضا
... ... ...
الهامش
1- اقتباس من قوله تعالى «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُمْ بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِنْ لَا تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفًا وَلَا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ».
السورة ورقم الآية: سورة البقرة (235).
2- المقصود سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ورد في خطبته في حجة الوداع صلى الله عليه سلم قوله : [استوصوا بالنساء خيراً]
3- يروى أن الصحابية رفيدة بنت كعب الأسلمية رضي الله عنها أول ممرضة في الإسلام إذ إنها كانت تداوى الجرحي وحينما أصيب سعد بن معاذ رضي الله عنه بسهم في معركة الخندق يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [اجعلوه في خيمة رفيدة التي في المسجد حتى أعوده] وفي هذا دليل على مشاركة الأنثى للذكر في حدود ما أباحته الشريعة الإسلامية بدون تعدٍّ ممجوج.
** **
- شعر/ منصور بن محمد دماس مذكور 1440/5/13هـ
dammasmm@gmail.com