آتٍ إليكَ؛ ولكنْ لستُ بالآتي
خَطوي مخفٌّ ثقيلٌ بالخطيئاتِ
أكلتُ من شجَراتِ العفوِ متّكلاً
حتى بشِمتُ، وما أخفيتُ سوآتي
يا رُبَّ وقتِ نزولِ الربِّ في غلَسٍ
قطّعتُه بنزولٍ في الملذّاتِ
يقول: “قُلْ يا عبادي..”، وهْوَ يقصدُني
“.. لا تقنطوا..”، فأولي في ضلالاتي
فمِن وجودي لدى السمّارِ مَوجِدتي
ومن منادمةِ الفوضى نداماتي
إلى هُنا.. وكفى، فالعمْرُ يسرقُني
منّي، وأشرعتي ترنو لمرساتي
من ذا سيرشدني في تيهِ أسئلتي؟
ومن سيغسل أوضاري وحَوباتي؟
ومن سيُحْيي ربيعاً مات في خلَدي؟
ففي الخريفِ تساوتْ كلُّ أوقاتي
عارٍ مِنَ الخيرِ إلّا أن تجلِّلَني
مِن رحمةِ اللهِ أثوابُ الإجاباتِ
تعثّرت بحظوظِ النفسِ راحلتيْ
فهل تطيق نجاواها إقالاتي؟!
*****
دعنيْ لسجّادتي يا ليلُ منكسراً
أئنّ بين تسابيحي وإخباتي
تجتاحُني من رياحِ اليأسِ عاصفةٌ
فأستكنّ بأسوارِ المناجاةِ
وأستجير بظلّ اللهِ مبترِدًا
وقد توقّدتُ في رمضاءِ إعناتي
أُتمتمُ الذِّكْرَ.. لا أسطيعُ أكشفهُ
يموج بين عِباراتي وعَبْراتي
هي الدموعُ.. ففي تَسكابها لغةٌ
فصيحةٌ بلسانِ الروحِ والذاتِ
كَمْ أستريح إلى ذُلِّ الإنابةِ! كَمْ!
كَمْ أستريح إلى دفءِ التلاواتِ!
إذا اشتملتُ ببُردٍ من سكينتِها
أمِنتُ جورَ شرودٍ عاصفٍ شاتيْ
...
يا رَبّ لا تحرمنّي توبةً صدَقتْ
تكونُ آخرَ عهدي يومَ إسباتي
واجعلْ رحيليْ رحيلَ الغيمِ مزدلفًا
إلى السماوات مخضلّ العلاماتِ
واجعلْ على ألسُنِ النّاعين تزكيتي
تنهال كالتُّربِ يُحثى في مواراتي
وإن نُشرتِ فقُلْ: يا عبدُ مغفرةً
فاخلُدْ بعفويَ في فردوسِ جنّاتي
** **
- مهنّد بن محمد الفالح