حبه للعلم جعله محبًا للتعليم، لأن العلم النافع هو ما أحبه سهل لنفسه ولطلابه، منطلقًا من أم القرى وما حولها!! وقد درس العلوم في مكة في مدارس وجوامع وكليات، وأكمل الدراسة درجة الماجستير في أمريكا، وعاد إلى أم القرى مدرسًا ومديرًا ومن ثم مديرًا للتعليم بمكة المكرمة. جاعلاً نصب عينيه، تعميم دراسة العلم لطلابه، فأم القرى متنوعة الأجناس، من الآسيويين والأفاقة، فيطوع إدارته التعليمية لتسجيل الطلاب من أولئك إضافة لطلاب المنطقة المكية من المواطنين والمقيمين وأصحاب المنح التعليمية الأمر للتطويع العام لتدريس العلوم الإِنسانية والدينية في مدارس مكة العامة الابتدائية والمتوسطة والثانوية.
هذا الإطار الإداري نجح في تكوينه سهل رابطًا التعليم بالسلك الإداري الناجح! فغدت مدارس أم القرى العامة منتعشة السير، رابطة الجأش مغذة الخطى سائرة على أحسن ما يرام لها من الخير والحق والجمال. مدارس مكة المكرمة على كثرة تعدادها وسعة أماكنها وعدد طلابها المؤلفة، فإنها تضم مدارسها الأهلية لمدارس الفلاح - مثلاً - ذات المنهج المتأصل علمًا ودراية وقس مدارس الصولطية ودار العلوم على ذلك الأساس! هذه المدارس الشاملة علمًا وأدبًا وأخلاقًا وشرعًا لمنتديات ومعاهد ومراكز للعلوم والمعارف وتهذيبًا وتثقيفًا للتعليم والعلوم والثقافات الدينية والأدبية والتربوية التي تخرج طلابًا ناجحي التعلم ورابطي التربية وعارفين بحقوق الله وسنة نبيه الكريم وأصول العلم والمبادئ الخيرة وأسس التربية العلمية والمعرفية وفنون طلب العلوم والآداب والسيرة الطيبة سلوكًا ومشية ودربة في ظلال الحرم وما حوله أمنًا وسلامًا وطمأنينة، وميلاً للطلب طلب المعارف والانتماء للدين الحنيف، والانتساب للأمة المسلمة واستقاء العلوم النافعة والثقافة الخيرة والمبادئ المطلوبة للدين والدنيا والحياة على وجه العموم.
هذا لون من ألوان المعرفة المعنوية وصورة من صور العلوم النافعة والثقافات الرائعة التي تؤتي كل طالب حقه من المعرفة والإدراك، والتبصر والإبداع والتدين والاعتدال.
ولئن لم يؤت الأستاذ سهل محمد المطرفي شهادة الدكتوراه فتكفيه الشهادة العليا من لدن الكريم المنان، حيث سلك في علمه وعمله سيرة الصالحين العاملين والنجباء الأكرمين رحمه الله، ولله في خلقه شؤون.
** **
- فاروق صالح باسلامة