على طريق تاجر الكوفة من حجر اليمامة
تم الكلام عن هذا المنزل في مقال سابق واخترت فيه أن (القصير) بقرب (صلبوخ) هو البالدية، ولكن بعد المراجعة تبين أن المسافة لا تساعد هذا الاختيار، فإن الليلتين اللتين مسافتهما أكبر من 86 كيلو و(القصير) يبعد عن (حجر) أقل من ذلك بكثير، وقد سبقت أيضاً الكتابة وتحديد المنزل الذي قبل البالدية، وهو (الحبل)، وقد تم مؤخراً بعد هذا التحديد التوصل إلى موقع (حجر اليمامة) الذي يسبق (الحبل) بل هو منطق الطريق. وها نحن نسعى في تحديد (البالدية)، وسبق تحديد المنزل الذي يليها وهو (الغميم) (بالفتح) وهو بلدة (الخاتلة) شمال (الحسي).
ولنبدأ الآن إجراءات تحديد منزلنا (البالدية)، وفيه يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان ج1 ص 328 (البالدية نخل لبني غبر باليمامة.. عن الحفصي)، ويقارب قوله كلام نصر الأسكندري في كتابه الأمكنة والمياه والجبال والآثار ونحوها ج 1 ص 205: (البالدية قرية لبني غبر بينها وبين حجر ليلتان قرب الغميم ماء لبني سعد)، فقد أضاف نصر هنا تحديد بُعدها عن حجر بليلتين، كما وصف صاحب كتاب بلاد العرب (نقلاً عن حاشية الشيخ حمد الجاسر على كتاب نصر ص 205..) (ثم تمضي حتى ترد (البالدية) بالدية بني غبر وهي قرية فيها نخيل ومزارع، وبين البالدية وحجر ليلتان، فإذا خرجت من البالدية وردت ماء يقال له الغميم ..)، وبني غبر بضم الغين من بني غنم بن يشكر من بكر بن وائل، والمنطقة حافلة ببني بكر بن وائل (بني سحيم في قرآن وبني شيبان بن ذهل في سدوس..)
المتأخرون والبالدية:
حدد الأستاذ عبد الله بن خميس - رحمه الله- في كتابه معجم اليمامة ج1 ص 133: أن (البالدية) هي (الفاقعة) قرب (صلبوخ) بسبب وقوعها قرب (وادي غبرية) هناك، وهذا التحديد لا تساعده المسافة المحددة بليلتين من (حجر) فـ (الفاقعة) قريبة من (حجر) جدًا ووجود وادٍ يحمل هذا الاسم (غبرية) لا يدل على أنها هي.
أما الأستاذ عبد الله بن محمد الشايع - رحمه الله - فقد اختار في كتابه الطريق التجاري من حجر اليمامة إلى الكوفة (حليفة) (محيرقة) بالقرب من شعيب (سريويل)، وهذا الاختيار يشكل مع اختياري فرسي رهان، وهي تقع إلى الجنوب من اختياري (البويردة) بما يقارب الثماني كيلو مترات، والذي جعلني أميل إلى اختيار (البويردة) سمتها مع الحبل (قري الملقى)، (قري عبيد)) ومع (الخاتلة) (الغميم) وقربها منه.
** **
- عبدالله بن عبدالرحمن الضراب