هالة الناصر
يبدو أننا سنظل نواجه أزمة تعصب رياضي عميقة ومتجذّرة لن تنته إلا بالتفعيل الشديد للقانون بحزم وعدل تجاه كل التجاوزات التي باتت تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وكأنها أمر معتاد وطبيعي، إن الأمر يكاد يخرج عن السيطرة، فقد تحوّلت منصات التواصل الاجتماعي وخاصة موقع «تويتر» إلى أشبه ما يكون بساحة حرب رياضية، يتبادل فيها المشجعون من كل فريق السباب والهجوم والتشكيك والطعن والاتهامات بحق مشجعي الفرق الأخرى، وكأننا أعداء في ساحة قتال وليس أبناء وطن واحد يجمعنا علم منتخبنا الوطني، ومما يثير القلق أكثر، هو انتقال هذه المشاحنات من حسابات المشجعين العاديين إلى حسابات الشخصيات الرياضية العامة ورؤساء الأندية ومسؤوليها، إن انتقال التعصب الرياضي إلى هذه المستويات، يستدعي منا أن نتخذ موقفاً حاسماً تجاه من يستسهلون نشر التعصب ولا يقدرون حجم تأثيرهم على جماهير أنديتهم وما يمكن أن يزرعوه في نفوسهم من حقد متبادل وكراهية قد تتحوّل إلى عنف مفرط ينتقل من العالم الافتراضي على السوشيال ميديا إلى المدرجات في الملاعب، وهو ما لا نتمناه أبداً.
إن مهمة الارتقاء بالرياضة السعودية التي تسير على قدم وساق منذ سنوات قليلة، لا بد أن تشتمل على فكر واضح ووسائل محددة للتصدي للتعصب الرياضي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بد من تفعيل القانون بحزم وشدة تجاه أصحاب المسؤولية الذين لا يجدون في أنفسهم حرجاً من استخدام منصاتهم التي يتابعهم من خلالها مئات الآلاف من المشجعين وسيلة لتصفية الحسابات أو الانتقام، إن الأهمية والتأثير الذي باتت تشكله حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح لا محدود، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من شخصياتنا، ومن هذا المنطلق لا بد أن ننظر لها بوصفها مرآة ونافذة نطل من خلالها على العالم لنستقبل الأفكار وننشرها، وهو ما يفرض علينا التفكير طويلاً قبل التسرّع وكتابة أي شيء عبر هذه الحسابات دون تقديره ودون وضعه في ميزان العقل والمسؤولية.