فهد بن جليد
مُنذ إعلان تشكيل اللجنة العُليا لقضايا الفساد العام كان واضحاً حرص خادم الحرمين الشريفين على اجتثاث الفساد من جذوره بحزم، بإسناده -يحفظه الله- رئاسة هذه اللجنة لسمو ولي عهده وساعده الأيمن كدليل على جدية الخطوة وأهميتها، واليوم جاء بيان الديوان الملكي بانتهاء أعمال اللجنة ونتائجها، ليؤكد مدى الشفافية التي تعاملت بها المملكة مع هذا الملف بوضوح مُنذ بداية مُعالجته، بأحاديث وتصريحات سمو ولي العهد وبيانات النائب العام التي ساهمت وأخرست كل الألسن الحاقدة ووسائل الإعلام المأجورة التي حاولت المُتاجرة بالقضية وتضليل الرأي العام المحلي والعالمي بمعلومات مغلوطة حينها.
المهام التي أنجزتها اللجنة العُليا لقضايا الفساد العام برئاسة سمو ولي العهد، والنتائج التي حقَّقتها بإعادة أكثر من 400 مليار ريال لخزينة الدولة، نتيجة التسويات والطريقة التي تمت بها مُعالجة الملف ستبقى نموذجاً سعودياً فريداً يحفظه التاريخ لكيفية التعامل بنجاح وفعالية مع أكثر الملفات تعقيداً، الذي تتورَّط فيه عادة في كل المُجتمعات والدول أسماء وشخصيات لها مكانها وتاريخها ونشاطها التجاري أو الحكومي الكبير والبارز، ولكن النهج السعودي الحازم والصارم بمُحاسبة المتورطين في قضايا الفساد العام مهما كانت أسماؤهم أو مناصبهم أو مكانتهم، صنع الفارق هنا وجعل الكثير من الدول والمُراقبين وحتى رجل الشارع العربي البسيط الذي يُعاني من آثار الفساد وويلاته، كل هؤلاء ينظرون إلى النموذج السعودي في مُحاربة الفساد بالكثير من الإعجاب والتقدير ويتمنون أن يُطبَّق في بلدانهم ومُجتمعاتهم، ليُعيد الأموال العامة التي تطالها يد الفساد والنهب، وكلنا نذكر الجملة الشهيرة لسمو ولي العهد التي أكدَّ فيها أنَّه: «لن ينجو أي شخص دخل في قضية فساد أيما كان، سواء كان وزيرًا أو أميرًا، أي أحد تتوفر عليه الأدلة الكافية سيُحاسب»، والتي باتت حقيقة شاهدها العالم من أقصاه إلى أقصاه.
انتهت أعمال اللجنة العُليا لقضايا الفساد العام بعد أن حقَّقت الأهداف المرجوَّة من تشكيلها، وبعد اطلاع خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- على التقرير المُقدم من سمو ولي العهد -وفقه الله- والمُتضمن كافة التفاصيل، نجاح هذه اللجنة وانتهاء أعمالها لا يعني نهاية قصة مُحاربة ومُكافحة الفساد التي ستستمر فصولها بأشكال وصور مُتعدِّدة، فما تم رسالة واضحة وحازمة لكل مسؤول وتاجر على رأس العمل اليوم بأنَّه كما لم تهمل قضايا الفساد السابقة، فلن تغفل عين الرقيب على أعمالهم ومهامهم ومشاريعهم المؤتمنين عليها اليوم.
وعلى دروب الخير نلتقي.