علي الصحن
تجاوز نادي الهلال مأزق الملاعب في مدينة الرياض بنجاح إدارته السابقة باستئجار ملعب جامعة الملك سعود، بعد الحصول على الموافقات النظامية السابقة، وللقارئ أن يتخيل كيف سيكون الحال هذه الأيام لوكان الهلال بجماهيريته الكبيرة بلا ملعب هذه الأيام، وكيف ستكون الحلول بيد اتحاد الكرة الذي بالكاد تجاوز مشكلة مباراة النصر وأحد في قرار لم يرض معظم النصراويين... وهذا من حقهم بالطبع.
المشكلة التي واجهها اتحاد الكرة منذ بداية الموسم من خلال سوء أرضية ملعب الأمير فيصل بن فهد وعدم جاهزية أرضية ملعب الملك فهد الدولي، وهما الملعبان التابعان أصلاً للهيئة العامة للرياضة، تفرض على اتحاد الكرة وهو الجهة المعنية بإدارة كرة القدم السعودية أن يبادر بالتحرك لحل المشكلة مستقبلاً، وعدم انتظار تدخل هيئة الرياضة في كل مرة لتحل له مشاكله وتساعده في تجاوز كل مأزق يواجهه، خاصة وأن الاتحاد لديه استقلاليته واستثماراته المالية التي يجب أن يديرها بالشكل الذي يسهم في تطويركرة القدم والمنشآت الخاصة بممارستها.
تنضوي تحت مظلة اتحاد الكرة عدة منافسات، منها المسابقات الكبرى في السعودية، كأس الملك ودوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ودوري الأولى والثانية، بجانب تصفيات المكاتب والمناطق ومسابقات الفئات السنية، وهي بطولات تتطلب أن يكون لدى الاتحاد ملاعبه الخاصة، التي تكون عوناً لملاعب الهيئة العامة للرياضة وتخفف الضغوطات عليها.
من المناسب مثلاً ووفق الأنظمة التي تحكم عمل الاتحاد أن يدرس مثلاً إمكانية تشييد ملاعب استثمارية بالشراكة مع القطاع الخاص تسهم في تحقيق أهداف مشتركة للطرفين، وتعود ملكيتها بعد سنوات يحددها العقد إلى الاتحاد، وللاتحاد أيضاً أن يستفيد من تجربة أرامكو السعودية وجامعة الملك سعود اللتين أقامتا ملعبين في جدة والرياض نالا إشادة وتقدير الجميع، وقدمتا تجربة مشاهدة ممتعة في المدرجات وأسهمت بزيادة أرقام الحضور الجماهيري بشكل ملحوظ.
افتتح ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض قبل ما يقارب الخمسين عاماً وبعده بثمانية عشر عاما افتتح استاد الملك فهد الدولي، ومن المؤكد أن الرياض بعد 32 عاماً من افتتاح درة الملاعب أصبحت بحاجة إلى ملعب جديد بمواصفات حديثة، فهل يتحرك اتحاد الكرة في هذا الجانب، ويطبع علامة استثمارية جديدة في تاريخه، ويكون عوناً للهيئة العامة للرياضة - التي لم تقصر سابقاً ومن المؤكد أنها لن تقصر لاحقاً في تقديم كل ما من شأنه تطوير كرة القدم السعودية – ويدرس تشييد ملعب خاص به، أم يواصل الاعتماد على ملعب هيئة الرياضة مع ما قد يقابله من حرج في مدى جهوزيتها كما حدث خلال الأيام الماضية؟ الأمر بيد الاتحاد فما هو فاعل؟