د. خيرية السقاف
لا بأس حين تكون بين ثمار الفاكهة حبات غير ناضجة، وأخرى فاسدة..
طبيعة النمو، والبيئة، ومقدرات التغذية، والتربة..
وربما عبث جوع العصافير
ربما تأخر الحصاد..
ربما هواء محمل بوباء..
كل ربما محتملٌ..
فهل يكون الخلاص من كل الثمار لفساد حبات، أو غير اكتمال؟!
لا بأس حين يُعكَّر جدول ماء..
طبيعة التراب، موضع الجريان، مستوى التدفق،
وربما عبث الواردين ..
كل اعتكار محتمل..
فهل يُردم الجدول، ويُمنع الري، ويُصد عن السقيا؟!
لا تمام لطُعم، ولا اكتفاء عن سقيا..
هي الطبيعةُ فطرةً، ومكتسباً..
في المقابل يتماثل في المعادلة إنسان الأرض، ابن الحياة..
فللإنسان ثماره، وعنه مجريات الحياة!!
ولأن لا كمال يتم، ولا تمام يكتمل..
فإن النقص يعتوره، وما ينتج عنه، وإن الخلل يقع عنه، والخيبة تلمُّ به..
لكنه لا يتوقف، لا يموت إلا ذاتا مفردة، وإن أحيا الأرض، وعمَّرها فللذوات الجمعية،
لا لذاته المفردة..
هي سيرورة طبيعة، وإنه سرمد ملكوت..
محالٌ أن يفعل حيالهما شيئًا هذا الإنسان!..
وما عليه في المسار إلا أن يتقبل الثمرة الفاسدة، والماء العكر
بمثل ما يفعل بالناضجة، وبالصافي!!..
ولا يتوقف.......