رمضان جريدي العنزي
للبدع والخرافات والخزعبلات التي لم ينزل الله بها من سلطان، فرسان وصيادين وضحايا، لها أسواق وميادين وبزارات وناشطين وقنوات فضائية وهواتف جوالة، لا ينيرون العقول، بل يعطبون العقول، مجاميع شيطانية، يحترفون اللعب بمشاعر الناس، يستغلون الظروف ويوقعون في شباكهم الكثير مما ليس له دراية، ولا يقوى على التمحيص والتدقيق، والتميز والاستنباط، عملهم ابتزاز خالص، ليس فيه منفعة، ولا مردود طيب، يستخدمون السحر والشعوذة والطلاسم والعجب العجاب، ولا يتناهون عن منكر يفعلونه، أعمالهم الخرافية ينبذها الإنسان السليم الواعي، ولا يقبلها سوى الدراويش الجهلة، وقاصري العلم والمعرفة، أفكارهم كهوفية متحجرة، وفلسفتهم هجينة قاصرة، وعقولهم متكلسة خالصة، يستغلون البسطاء مقابل أموال تدفع لهم وفق خزعبلات وطلاسم وهمهمات كاذبة وحركات مفتعلة، عمليات نصب واحتيال مجردة يجيدها هؤلاء الذين يريدون العبث بالإنسان والحياة النظيفة، كلامهم كله غلظة وقسوة وتخويف وتحذير وتهويل غير حقيقي ولا موجود، يكرهون العلم والمعرفة وتفعيل العقل والحضارة، لصوص مال، يمارسون لصوصيتهم علانية وجهرا، دون خجل ولا حياء، مسعورون بالهدم وليس بالبناء، يصرون على المضي في عملية استئصال كل ما هو حقيقي وواقعي ومنطقي، في أبشع مظهر من مظاهر التخلف والهمجية، ما عندهم قيم دينية ولا إنسانية، وهم وباء بل أفظع من الوباء، أخلاقهم غير عالية، وإيمانهم غير عميق، ونفوسهم غير مطمئنة، يكرهون العلو والرقي والتمدن، ويتشبثون بالطحلب والوحل، صحائفهم ملأى بالسواد، وحكايا الدسائس، ومصارعة البياض، طائشون لا يستقرون على حال، ويبحثون عن فرائسهم ليل نهار، يخوضون غمار اللجج ليسطوا على أموال الناس بالباطل، بكل وقاحة ودناءة، لتتهدل كروشهم، وتتضخم أرصدتهم على حساب المساكين والدراويش وفقيري العلم والمعرفة، أنهم بأعمالهم الظلامية هذه يحاربون الدين والإيمان بالله والعقيدة، وعلينا وجوب محاربتهم وتبيان حقائقهم وفساد أعمالهم دون توقف أو هوادة، إن التصدي لهؤلاء القراصنة واللصوص الذين ينهبون أموال الناس من غير وجه حق، بالزيف والتدليس والزور والبهتان والأحلام والرؤى الكاذبة، يعتبر واجباً شرعياً يجب القيام به، والعمل بموجبه.