حمد بن عبدالله القاضي
ما بين فترة وأخرى يخرج قلة منا ممن يريدون أن يخترقوا نسيجنا الاجتماعي بتصرف مشوه أو كلمة مستفزة أو حركة بذيئة تتقاطع مع قيم ديننا أو أعراف مجتمعنا.
وبقدر ما يسوؤنا مثل هذا القبح فالمبهج أن المجتمع بكافة أطيافه يهبّ ضد هذه الكلمات أو الأفعال وتضج مواقع التواصل ولقاءات الناس بالإنكار على من قاموا بها فيكون المردود الإيجابي نبذها وكراهية الناس لمطلقيها
ويتوارى من بثّوها خجلا من الناس من سوء ما اقترفت أيديهم أو نطقت ألسنتهم
***
= 2 =
مركز الملك عبدالله
وخدمة الضاد من وطن الضاد.
من أعظم ما قدمه الوطن للغة الضاد أن المملكة سعت من أجل إدخال اللغة العربية لغة رسمية بالأمم المتحدة.
كما أن بلادنا هي من بذلت جهدها بمنظمة اليونسكو بعمل جليل من الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله- واضعين لها يوماً عالميًّا 18 ديسمبر كما كان حلم الأمير وتولت مؤسسته مواصلة خدمة اللغة العربية باليونسكو.
ومن أهم ما نهضت به المملكة إنشاء مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة الذي يضطلع بنشر وتعليم الضاد بكل مكان وهذا المركز صورة مشرقة للمملكة بنشر اللغة وتعليمها واللغة هي من أهم ما يوثق العلاقات بينها وبين غيرنا والمركز ينهض بتعليم الضاد بكافة دول العالم حسب الإمكانات المتاحة له ولقد لمست الامتنان من مواطني بعض الدول التي زرتها كإندنوسيا لهذه البادرة السعودية لتعليم العربية وإنني هنا أدعو الوزير المثقف وزير التعليم المشرف العام على المركز د/ حمد آل الشيخ للمزيد من دعم هذا المركز الذي حافظ على لغة الضاد وانتشارها.
= 3 =
أ.محمد الوعيل بـ«شهود هذا العصر»:
شاهداً وموثقاً لسيرة رجال ووطن
** «شهود هذا العصر» كتاب توثيقي قيِّم، محتواه رواد هم شواهد على العصر لمؤلِّفه الأستاذ الوفي محمد بن عبدالله الوعيل.
لقد أحسن بلمّ شتات هذه اللقاءات التوثيقية التي أجراها مع العشرات من رموز هذا الوطن، أمراء وعلماء ومسؤولين وأدباء ورجال أعمال تحت اسم «ضيف الجزيرة» الذي كانت صحيفة الجزيرة تنشره كل جمعة على صفحتين وبعضها على حلقتين، وكان من أوفر أبوابها نجاحًا وتشويقًا.
لقد سجلت هذه اللقاءات سير هؤلاء الروَّاد ونضالهم من أجل خدمة دينهم ووطنهم وكيف واجهوا الصعوبات التي اعترضت طريقهم حتى تجاوزوها فكانوا قدوة يحتذي بهم أبناء الوطن.
إن كل لقاء لا يخلو من قصة أو موقف، يظلّ القراء يتداولون هذه القصة أو هذا الموقف أيامًا.
لقد اتَّسمت هذه اللقاءات بالصراحة والمكاشفة من قِبَل مجري اللقاء ومن قِبَل ضيف اللقاء.
ولعل من أهم أسباب نجاحها أن أ/ الوعيل يجمع معلومات كاملة عن الضيف وحياته وأعماله ومحطات نجاحه وإخفاقه فتجيء الإجابات شفَّافة وقد أتاح رئيس تحرير جريدة الجزيرة أ/ خالد المالك هامشًا كبيراً من الحرية المسؤولة لنشر إجابات الضيف مهما كانت درجة صراحتها.. ولهذا حظيت بالقبول والإقبال.
لقد سجلت هذه اللقاءات جوانب مهمَّة من مسيرة الوطن ومنظومة تنميته، وتفاني أولئك الرجال من أجل المشاركة بنمائه، والعطاء له بكافة الفضاءات العملية والثقافية والسياسية.
وقد أحسن مُؤلِّفَهُ بإيجاد نسخة «إلكترونية» للكتاب ليطَّلِع عليه ويفيد منه من يرغب القراءة عبر منصَّات الإعلام الرقمي الجديد.