عبدالواحد المشيقح
مُشكلة الملاعب لدينا ليست بجديدة.. فقد عانينا وما زلنا نُعاني منها.. والجميع مُنزعج من هذه المُعضلة التي لم تجد حلولاً طوال هذه السنين.. رغم ما قدمته الدولة وتُقدمة.. من دعم كبير.. وحرص أكبر.. في سبيل تهيئة ملاعبنا.. وجعلها ملاعب تحتضن المُنافسات.. دون وجود أي عوائق تعترضها.. ويُشوه مُنافساتنا.. وكُرتنا.. حيث ما زلنا نُعاني دون إيجاد الحلول.. التي تكفل إنهاء مشاكلنا.. وما حدث في ملعبي (العاصمة) الملك فهد والأمير فيصل.. لم تكن حالات عارضة.. بل هي حالات مُتكررة..!
والأمثلة على ذلك كثيرة.. فسوء أرضية ملعب الملك فهد أمر اعتدنا على رؤيته بهذه الصورة في كُل موسم.. فمرة نتحجج بالزراعة الشتوية.. ومرات بحركة الشمس والتهوية وتوزيع الري.. شأنه بذلك شأن ملعب (الجوهرة) في بداياته.. إلا أن تم مُعالجة وضعه.. رغم أن الكثير من الملاعب زراعتها جاءت بشكل أكثر من جيد.. وحتى الذين كانوا يتعللون بأجواء جدة.. وتأثر أرضية الملاعب من الحر والرطوبة.. كما حدث في ملعب الجوهرة.. كانت أرضية ملعب الأمير عبدالله الفيصل من أفضل أرضيات الملاعب.. رغم أن الملعب بجدة.. فلماذا تأثرت أرضية ذلك الملعب ولم تتأثر تلك..؟
أمر مؤلم أن تُشاهد أرضيات ملاعب بتلك المشهد الذي رأيناه.. والأكثر ألماً أننا لم نتستفد من التجارب الماضية.. في مُعالجة القصور.. والعمل الجاد على ما يعترض ملاعبنا من مشاكل.. ملاعب كُثر في مناطق مُختلفة بالمملكة.. زراعة أرضيتها غاية في الروعة.. رغم أن ما يُصرف على صيانتها.. لا يُعادل ربع ما يُصرف على غيرها من الملاعب.. شاهدوا أرضيات ملاعب مكة بريدة الدمام المجمعة المدينة وكذلك ملعب جامعة الملك سعود.. جميعها.. لا تُعاني مما تُعانيه أرضيات ملاعب الرياض وجدة.. فلا حفر.. ولا اصفرار بالعشب.. مُعرض للاقتلاع من أقدام اللاعبين.. ولا تُراب يتطاير مع كُل كُرة يركلها لاعب.. ولا تلفيات بغالبية أجزاء الملعب..!
ولن يتوقف عرض هذا المُسلسل.. إلا بإيجاد حلول جذرية وليست مؤقتة.. كما نعمل في الكثير من الحالات التي تُواجهنا.. وعلينا أن نتساءل ماذا عملت شركات الصيانة إزاء الأخطاء التي تتكرر بطريقة كربونية دون أن تجد الحل (؟) وأين الدور الرقابي على تلك الشركات (؟) ونحن ما زلنا نمتلك فرصة إصلاح ما انتكس.. فنحن نملك المُقومات اللازمة والكفيلة بأن نتجاوز كُل تلك الإشكاليات التي تعترض ملاعبنا.. لعل من أولى تلك المُقومات الدعم الكبير من حكومتنا وقيادتنا للقطاعين الشبابي والرياضي.. وامتلاكنا أيضاً للقيادة الرياضية الواعية.. التي لا تقبل بما يحدث في ملاعبنا..!
عند نهاية الموسم.. الوقت سيكون كافياً للإصلاح والتطور.. المُدة التي ستفصل نهاية الموسم الكُروي مع انطلاقته من جديد.. ستكون طويلة.. وكافية لمعالجة كافة المشاكل.. علينا من الآن التخطيط بشكل دقيق وسريع.. والتنفيذ مع صافرة آخر جولة من الدوري.. حتى لا ندخل في مرحلة أخطر من التي واجهتنا..!
مهزلة كلاتنبرج..!
كان من المُمكن أن يظهر لنا لقاء التعاون والأهلي.. بمستوى أفضل مما شاهدناه.. ويتوافق مع إمكانيات الفريقين.. وأهمية المُباراة.. لولا (الخيبة) التحكيمية التي كان عليها كلاتنبرج.. بسلسلة أخطاء.. لا يرتكبها حكم مُستجد.. فما بالكم بحكم دولي.. له من الخبرة والتجربة.. ما يكفيه لا أقول للنجاح.. ولكن على الأقل أن لا يكون في أسوأ حالاته التحكيمية..!
كلاتنبرج لم يكن مُوفقاً.. فهو تغاضى كثيراً عن الخشونة وبالذات تجاه جهاد الحسين.. ففي أكثر من كُرة واجه الحسين انبراشات خطرة.. اكتفى معها بتوجيه ابتساماته للاعب المخطئ.. هذا فضلاً عن احتسابه جزائية للأهلي غير صحيحة.. رغم عودته لمشاهدتها عبر الفار.. وأخذه الوقت الكافي..!
أما السماح بتجمهر اللاعبين والإداريين والمُدربين حوله.. وهو يعود لمشاهدة بعض الحالات بالفيديو.. فإن ذلك لا يتعدى كونه استمراراً لإخفاق الحكم الإنجليزي.. والضعف الواضح بلياقته.. لا يستطيع معه قيادة مُباراة ودية.. وليس واحدة من أهم وأقوى مُباريات الجولة.. وأجزم بأن كلاتنبرج لو تم اختباره (كوبر) لن يتجاوز اختباره..!
والغريب أن كلاتنبرج.. هو من استعنا به ليس لقيادة المُباريات فقط.. بل كرئيس للجنة الحكام في الفترة الماضية.. وكخبير للتخطيط والتنظيم للتحكيم لدينا.. فكيف يستفيد منه حكامنا (؟) وهو يُقدِّم أفشل الدروس على أرض الميدان..!
بقي أن نذكر لاتحادنا العزيز.. بأن الإصرار على وجود مثل تلك النوعية من الحكام المهزوزين.. لن يكون في صالح كُرتنا ومُنافساتنا.. فمصير الفرق بات غير واضح أمام اختيارات حكام يُفسدون مُسابقاتنا.. ويُشوّهون كُرتنا.. كما أتمنى أن لا يكون وجود الحكام السيئين.. هدفاً كي تقبل أنديتنا بالحكم المحلي..!