عثمان أبوبكر مالي
ما هي العلاقة التي تربط بين الاتحاد السعودي لكرة القدم والأندية الرياضية؟.. سؤال قد يكون من السذاجة طرحه بعد كل هذا العمر والسنوات والمراحل لكرة القدم السعودية، لكنه يبدو طبيعياً فيما نسمعه ونشاهده وما يحدث في الوقت الراهن بين الأندية الرياضية مع بعضها البعض وبين بعضها وعلاقتها المباشرة مع الاتحاد نفسه، في جوانب ومسائل تنظيمية وتطويرية وتنسيقية وحتى في الجوانب التنافسية والقانونية.
اتحاد الكرة هو الجهاز المسؤول عن اللعبة من حيث المهام والاختصاصات والصلاحيات ووضع الإستراتيجيات العامة لها وتطويرها، وهو المعني بتنظيم وإدارة البطولات والإشراف عليها، وتطبيق اللوائح والإنظمة الخاصة بها، وإدارة كل ما يتعلق بها من رقابة ومراقبة وخلافات وتطبيق الأنظمة والقوانين، فكل ما يتعلق وله علاقة باللعبة يقع تحت مظلته، فهو المرجع الرسمي الوحيد وصاحب القرار فيها وفقاً للصلاحيات، وكل ذلك يعطي له الحق (والقوة) في الأخذ بزمام الأمورفي كل صغيرة وكبيرة، ويفرض أن تكون الأندية (تابعة) له وتأتمر بأمره في علاقاتها وخلافاتها.. فهل يستطيع أو هل يحدث ذلك في اتحادنا الموقر؟!.
الجواب السريع هو (كلا)؛ فالمتابع يكاد يلمس أن العلاقة التي يفترض أنها مترابطة وقوية إن لم تكن تكاملية، يبدو التباين فيها كبير جداً بين الطرفين، الاتحاد من جهة والأندية من جهة أخرى -خاصة الكبيرة منها- وفي كثير من المواقف يبدو الأمر وكأنه بين جهتين متنافستين وعلى طرفي نقيض، بل إن موقف بعض الأندية يقوى ويشتد في بعض الأحداث، وتفرض قرارها إلى الدرجة التي تجعل من حق المراقب أن يسأل نفسه (من يدير من) هل الإتحاد هو من يدير الأندية أم العكس؟!.
كلام مشفر
- العمل الإعلامي في اتحاد الكرة ضعيف جداً، بل يكاد يكون معدوماً، وهذا طبيعي فليس في الاتحاد جهاز يتصدى للجوانب الإعلامية ويتعامل مع منصات الإعلام بالسرعة التي يتطلبها الحدث والتواصل السريع الحاصل الآن، ويبدو أن (المتحدث) الإعلامي للاتحاد هو شخصياً أكثر من يعاني من (القصور) الواضح في الاهتمام والجوانب الإعلامية للاتحاد!!.
- بل يبدو أن الاتحاد فاقد لعملية التواصل مع لجانه؛ ولا يملك إستراتيجية واضحة في إدارته لها مع عدم وضوح الرؤية في مصادر قراراته ولجانه المعنية بها، وما حدث مع (لجنة المسابقات) مؤخراً، مما أدى إلى استقالة رئيسها وبعض زملائه، خير شاهد على هذا، وإذا كان الاتحاد سيبقى متردداً في إدارة لجانه، فكيف سيديروا اللعبة وأنشطتها..؟!.
- تباين القرار في الجهاز الحكومي -أيّ جهاز- في المواقف المتشابة، بل في الأحداث التي لها (نصوص) في اللوائح والنظم يؤدي حتماً إلى رفض صارخ لبعض قراراته وعدم الانصياع لها، وسعيه الجهات المعنية إلى فرض قرارها حتى إن كان خاطئاً وهو ما يبقى الجهاز مرتبكاً ومتردداً، بل ضعيف.
- يتوقع البعض أن عادل البطي، الرياضي الذي تسلم أكثر من حقيبة ومنصب ولم يستمر طويلاً، وغادر إما مستقيلاً، أو مقالاً هو إنسان مندفع أو صدامي، والواقع أنه -كما يبدو- رجل نظامي، ولذلك فهو لا يعيش بين أروقة الأجهزة الضعيفة المترددة.
- أمس بدأت (عملياً) خطوة العمل الانتحارية لإدارة نادي الاتحاد من أجل إنقاذ فريق كرة القدم من مظلة الهبوط إلى الدرجة الأولى، وهو الخطر الجاثم على صدر الفريق والذي يحدق به منذ انطلاقة الدوري بسبب الفشل الكبير الذي سجله في مباريات دوري كأس الأمير محمد سلمان، نتيجة إخفاق إداري كبير بداية الموسم، دفع النادي ثمنه غالياً.
- الخطوات التي قامت بها إدارة نادي الاتحاد (إدارة الإنقاذ) الحقيقية تجعل كل الاتحاديين (الشرفاء) يقفون معها ويؤيدونها ويدعمونها، ويثمنون أعمالها و(يصفقون) لتعاقداتها القوية في الفترة الشتوية، حيث كان هناك رؤية وعمل وجهد واجتهاد ويبقى التوفيق من الله سبحانه وتعالي.
- بغض النظر عن نتيجة مباراة الأمس، الموقف الصعب والمركز المتأخر للفريق يتطلب مواصلة الجهود والعمل (بهدوء) تام من قبل أجهزة الفريق الثلاثة المعنية دون كلل أو ملل، وعدم التأثر بأيّ (عقبات) قد تحدث في الطريق (المباريات).
- تقنية حكم الفيديو التي تم إيجادها لمساعدة الحكم في أخذ القرار من أجل التقليل من الأخطاء من قبل الحكم ومساعديه، تحولت إلى العكس تماماً، فأصبح (الفار) هو المشكلة والجدل ليس في القرارات، وإنما حتى في استخدامه على طريقة الحكم كلاتنبرغ (المضحكة) وأصبح حال أندية معه ينطبق عليه المثل الذي يقول (جيتك يا عبدالمعين تعين لقيت يا عبدالمعين تنعان).