م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. في دراسة للدكتور علي الوردي.. خلص فيها إلى أن القيم الاجتماعية في الجماعة مثل العقد النفسية في الفرد.. كلاهما يوجه سلوك الناس ويقيد تفكيرهم من حيث لا يشعرون.
2. ويتفق المفكرون على أن الحضارة في خلاصتها هي فن الاستمتاع بالحياة.. أو كما يقول الفلاسفة الإغريق: «الغاية من الحياة هي أن تكون سعيداً».. فما جدوى أي شيء وأنت تعيس؟
3. أما علماء الاجتماع فيقولون إنه ليس المحيط ولا الأحداث التي تكتنف حياتنا هي التي تحدد مَنْ نحن الآن وماذا سنصبح غداً.. بل الذي يشكلنا هو المعنى الذي نعطيه لهذه الأحداث وكيف نفسرها ونفهمها.. فالقناعات هي التي تقرر ما إذا كنا سنعيش حياة تتسم بالبهجة أم سنعيش حياة تتسم بالبؤس.
4. مهارة الاستمتاع بالحياة يتم اكتسابها بالممارسة.. فإذا كانت متع الحياة محدودة في بيئة بعينها كبيئتنا مثلاً.. فإن إنسان تلك البيئة لا بد أن يكون فرداً جاهلاً بطرق الاستمتاع بالحياة وسبلها.. فالقضية ليست قضية قدرات مالية.. بل هي ثقافة ينهلها الإنسان من بيئته.. بدءاً من بيته وأسرته وانتهاءً بمجتمعه وأمته.. من هنا فمهمة مركز برنامج جودة الحياة اتصالية بالدرجة الأولى.. فأمامه هدف رئيسي وهو تغيير مفاهيم وقيم وقناعات مجتمع وهو أمر ليس بالسهل.. فدور المركز هو التوعية بطرق ووسائل الاستمتاع بالحياة.
5. دور مركز برنامج جودة الحياة يقوم على الحث والتحفيز والتنوير والتنسيق.. وهذه كلها مهام اتصالية.. ويجب أن تظهر مهارة الاتصال لدى المركز في كل ما يتصل بها من شكل هويتها إلى مضمون خطابها وأدبيات مفرداتها وحدود علاقاتها.. فالمركز لن تكون رسائله مجتمعية عامة فقط، بل يفترض أن تخاطب الشرائح كلها فردية وذكورية وأنثوية ومناطقية وثقافية ومهنية وطبقية.. أيضاً خطاب المركز ليس موجهاً للمجتمع فقط، بل سيكون أيضاً بنفس القَدْر وبذات الأهمية موجهاً إلى كل الجهات الحكومية.. فجودة خدماتها يصب في جودة حياة الفرد والمجتمع.