سمر المقرن
من أكثر الجرائم التي تتعرض لها المرأة إلى اليوم، هي تشويه الأعضاء التناسلية، وقد صدرت دراسة حديثة عن اليونيسيف تكشف عن وجود أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة يعشن حالياً قد تعرضن للختان، وأن ثلاثة ملايين فتاة يتعرضن للختان كل عام. في الحقيقة هذه الأرقام مرعبة جداً، ومجرّد تعرض المرأة لها في أي بقعة على هذه الأرض تستوجب التنديد والرفض، والمشاركة في نشر الوعي حول سلبيات هذه الظاهرة، والبحث في الجذور الفكرية لمثل هذه الأفعال والبحث عن علاجها، لأن من يقوم بهذا الفعل حالياً يُدرك تماماً أنه مرفوض، لذا فإن العودة إلى الأصول الفكرية التي أنتجت مثل هذه السلوكيات العنيفة تجاه المرأة، وإيجاد أفكار بديلة لتعديلها هي من تساعد في الحد من هذه الظاهرة.
وفي دراسة مطمئنة -إلى حد ما- نشرتها مجلة BMJ GLOBAL HELTH تكشف أن معدل ختان الإناث قد انخفض كثيراً في دول إفريقيا، لكن الملفت أنه زاد في دولتين عربيتين ممن شملتهما الدراسة هما العراق واليمن، وإن كانت اليمن مشهورة بكثير من السلوكيات السلبية تجاه المرأة وأبرزها تزويج القاصرات، إلا أن ما لفت انتباهي هو تنامي الظاهرة في العراق وهي المركز العلمي والفكري في العالم العربي، وأن يكون هذا التراجع سببه الجهل!
هذا السلوك برمته هو قائم على المعاملة القاسية وفيه كثير من الإهانة التي تمتد في حياة المرأة مدى الحياة. من هنا يرفع صندوق الأمم المتحدة للإسكان بالاشتراك مع اليونيسف أكبر برنامج عالمي للقضاء على ظاهرة تشويه الأعضاء التناسلية للمرأة في 17 بلداً إفريقياً، بالإضافة إلى فتح الأبواب للمبادرات الصادرة من كل دول العالم، للمساعدة في إنهاء هذا الفكر العقيم المهين للمرأة.
لذا تم اعتماد يوم السادس من نوفمبر من كل عام يوماً لعدم التسامح مطلقاً إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، لأنه بدون هذه الجهود فإن هناك 68 مليون فتاة قد يتم بحقهن هذا الانتهاك بحلول عام 2030م.هناك أيضاً جهة منوطة بهذه الحملة العالمية، هي المؤسسات الدينية التي من المهم أن تعمل على تصحيح المفاهيم التي تنظر إلى أن ختان الإناث من الأمور المستحبة دينياً، بأن تنظر للمصلحة الأكبر صحياً ونفسياً والابتعاد عن هذه الهزيمة الموجعة! ونحمد الله أنه لا يوجد اللجوء إلى ختان الإناث في المملكة.