فوزية الجار الله
بين الفترة والأخرى نقرأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي عنواناً لافتاً يتضمن حكاية مثيرة أحياناً تبدو أشبه بالبشارة وأحياناً أشبه بالفضيحة أو السر الذي يتم الإفصاح عنه الآن، إذن فهو سبق صحفي عظيم.
على سبيل المثال قرأت مؤخراً شيئاً من هذا القبيل، أساس الحكاية، عبارة عن حوار تم بين مذيعتين عبر شاشة التلفاز، السيدة الموجه إليها السؤال عرفت كإعلامية وكاتبة متعددة المواهب والأعمال، أطلقت الأخيرة عبارة توحي بالسخرية من المذيعة، فردت المذيعة بمنتهى الذكاء بصورة حولت فيه سخرية المذيعة إلى فقاعة عابرة للدخول منها إلى حديث أهم، ثم تتدرج الحكاية شيئاً فشيئاً للحديث عن الإعلامية متعددة المواهب، ليقول الخبر بأن استثماراتها وأرصدتها أصبحت مؤخراً تقدر بالملايين وأن السر يكمن في عملها ضمن شركة استثمارية عبر الإنترنت حيث تبدأ المساهمة بمبلغ بسيط، هكذا بكل بساطة، في النهاية يعرض الخبر على القارئ الاقتداء بهذه الإعلامية إن كان طموحه أن يصبح من أصحاب الملايين بفترة وجيزة.
هذه الحكاية هي عبارة عن حلقة ضمن سلسلة مستمرة من الحكايات تنشر بين الفترة والأخرى، قد يشدك العنوان أحياناً لكنك تكتشف الخداع وأسلوب الاحتيال مباشرة وذلك بعد قراءة بضعة أسطر، بأن الحكاية هي ذاتها، الاستثمار عبر الإنترنت!.
هذا الأمر الغريب يعتبر ولاشك قضية هامة تطرح عدة تساؤلات:
أولاً: ما هي جنسية هذه الشركات ومن يقف وراءها..؟!.
ثانياً: هل يتم نشر أسماء المشاهير عبر هذه القصص بموافقتهم أم لا..؟!.. إذا كان بموافقتهم ومعرفتهم التامة بطبيعة هذه الشركات فتلك مصيبة وإن لم يعلموا وفوجئوا بنشر أسمائهم فهل اتخذ أحدهم إجراء ضد الشركة لتكذيب الخبر أم أنهم يتركونه يمر مرور الكرام دون حساب أو مساءلة..؟!.
شخصياً لم يحدث أن قرأت تكذيباً من قبل أحد المشاهير لمثل هذه القصص الذي أدرج اسمه ضمنها للترويج لها!.. ثم ألا تعتبر هذه القصص الكاذبة جناية عظمى يمكن إدراجها ضمن الجرائم المعلوماتية، من خلال نشر معلومات كاذبة؟!.
تبدو هذه القصص الكاذبة مكشوفة لمن يملكون نضجاً ووعياً اقتصادياً كافياً، لكننا نخشى على أؤلئك الشباب الصغار من الجنسين الذين تنقصهم المعرفة والخبرة من الانخداع بمثل هذه الشركات والسير خلفها! مثل هذه القصص توجه بشكل واضح غالباً إلى فئة الخليجيين، ويأتي السعوديون منهم على رأس القائمة، فالكثير من تلك الشركات التي احترفت النصب والاحتيال ترى فيمن ذكرنا آباراً نفطية متحركة تفيض جيوبهم وأرصدتهم بالأموال الهائلة التي تحيّرهم في كيفية إنفاقها وبعثرتها!.. أتمنى على الجهات المختصة إن لم تتمكن من إيقاف مثل هذه الإعلانات العمل على توعية الأفراد وعلى رأس القائمة أبناء الوطن وتحذيرهم من الانصياع وتصديق مثل هذه الأخبار، فهي لا تعدو كونها فخاً لاصطيادهم وتجريدهم من أموالهم.