يعتبر المعلم المؤهل في المدرسة العنصر الذي يعطي المدرسة القدرة على القيام بأعبائها الموكلة إليها في تربية وتعليم الأبناء... ولذلك فأهمية المعلم الناجح في المدرسة كبيرة لحد ما، وغياب المعلم عن المدرسة معناه شل جزء من حركتها وتعطيل قسم من تحقيق أهدافها، فالمعلم هو الشخصية الموكول إليها تربية أبناء لم يكتمل نضجهم تمامًا, وهو الذي يأخذ دوراً فعالاً في العملية التربوية بكل أبعادها بالاشتراك مع البيت، ويساعد على الحفاظ على صحة التلاميذ الجسدية والنفسية، بما يقدمه من توعية للتلاميذ ويشجعهم ويرشدهم للحقيقة، وهو الذي يتجاهلهم أو يوجههم التوجيه السليم البناء. ولذلك من المستحسن أن يعتز المعلم بمهنته ويسهم إسهاماً كاملاً في نمو المجتمع ثقافياً واجتماعيًا واقتصاديًا وحضاريًا, وتعتبر رسالته رسالة إنسانية، وجميع التلاميذ هم أمانة في ذمته. إن وجود المعلم في غرفة الفصل معناه النظام في الفصل، وكذلك معناه تحقيق الأهداف التربوية بشكل عام, أي وجود تلاميذ في المدرسة يتعلمون, لذلك فوجود المعلم المؤهل الكفء في غرفة الفصل يجعل التلميذ يبذل نشاطاً ذاتياً ويدفعه بدوافع مثيرة تجعله يفكر ويسهم في العملية التعليمية باعتباره هو محورها، وبذلك يتخلى المعلم عن الطريقة التقليدية من سرد وتلقين للتلاميذ باعتبارها أصبحت طريقة غير مجدية مملة لحد ما. إن معنى غياب المعلم عن الفصل تسرب للفوضى بين التلاميذ، حيث إن مبدأ أسلوب القسر في مدارسنا جعل أمر الضبط الذاتي للتلاميذ بعيد المنال, لذلك لم يكتسب التلميذ العادات المثمرة ويحترم النظام في المدرسة تلقائيًا، بالتالي يعمل التلاميذ منفردين دون المعلم بمراجعة دروسهم ومطالعة موادهم, أي يعتمدون على أنفسهم في بعض الحالات دون مساعدة أحد لكي يستنتجوا ويصلوا للحقائق بذاتهم، لذلك يلجؤون إلى الفوضى والتعطيل بسبب غياب الصرامة عنهم لفترة معينة.
ومعنى غياب المعلم في غرفة الدرس تعطيل للتعليم وضياع الحصص على الفصل بكاملة, أو فصول إن كان المعلم (معلمًا منفردًا), أو معلم مواد لفصول عدة, ولذلك تلجأ الإدارة المدرسية للبحث عن معلم بديل لضبط النظام على الأقل، أو تحميل زملائه أعباءً على أعبائهم فيؤثر ذلك على عطائهم.
كما يعتبر المعلم ركيزة أساسية في العملية التربوية، وغيابه أو تأخره عن المدرسة يسبب إرباكاً لهيئة المدرسة, وقد يؤدى الغياب والتأخر المتكرر إلى نتائج وأضرار وخيمة منها:
1- تعطيل الدراسة في الفصول التي يدرسها ويترتب عليه تأخير إتمام مفردات المنهج بالصورة الصحيحة.
2- إن تأخير إتمام مفردات المنهج يؤدي إلى عدم إدراك التلاميذ لها إذا حاول المدرس أن يلاحق ما فاته بضم مجموعة من المفردات في حصة واحدة حصتين إضافيتين أو أكثر من ذلك.
3- إهمال التلاميذ لمراجعة دروسهم وحل واجباتهم اللازمة حيث أنهم يفتقدون من يعقب عليهم.
4- إهمال التلاميذ لحضور الحصص والتأخر عنها محاكاة لمدرسهم.
5- تضجر المدرسين بانشغالهم في حصص الاحتياط.
6- الإخلال بالنظام الرسمي.