ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع تلك الكلمات التي تحدث بها وزير التعليم، وكلها في خدمة التعليم وارتكازها على الطالب والمعلم والمنهج وكل من يعمل في المجال التربوي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام الدولة بصفة عامة ووزارة التعليم بصفة خاصة على ما يحقق النجاح وتوفير سبل النجاح للميدان التربوي.
حيث أثارتني تلك العبارات التي نقف عندها احترامًا، فكان اللقاء الذي عقده وزير التعليم مع قيادات التعليم وطرحه الجميل في ورشة عمل حيث تُعد: خطوه نحو التصحيح القوي.
حقيقة كلام في قمة الروعة تؤكد الحرص على الأجيال والوطن وتحقيق الرقي للعملية التعليمية لأول مرة يكون من وزير تعليم تلك الحقائق التي توضح الأمور بكل شفافية وصراحة، بقوله:
- لا يجب أن نخجل من ضعفنا أو نخفيه ونتجاهله بل يجب الاعتراف به ومواجهته وإيجاد الحلول له، نحن هنا اليوم من أجل الصراحة ومعرفة واقعنا التعليمي، لذا لابد من وضع جميع المعوقات ومعالجتها بشكل دقيق يجعلنا ننظر للمستقبل بمنظار الواثق من قدراته.
- حقيقة ما قاله الوزير يؤكد الطموح الذي تطمح إليه قيادتنا، وكوننا الآن تحت معدل 400 درجة، وطموحنا نريده أن يصل إلى 550 درجة قبل اختبارات (TIMSS) في شهر أبريل المقبل.
- شيء جميل والأجمل دعوته لعمل اختبارات تحصيلية مستمرة للصفين الرابع والثاني متوسط للوقوف على المتغيرات والتحديات في حينها.
- وكذلك زيادة معدل تنمية القراءة والكتابة لدى الطالب في الحصص الدراسية بواقع 5-10 دقائق لكل حصة، وهذا هو المهم.
- كذلك الاهتمام بلغتنا وتنميتها لدى الأجيال.
شعورنا بالفخر والاعتزاز أن نبدأ بجد ونعمل لكي نصل إلى تحقيق الطموح، وأنت يا وزير التعليم بكلمتك اليوم كأنك ترسل رسالة للجميع وتردد ما قاله ويقوله ولي العهد محمد بن سلمان «طموحنا عنان السماء». ولن يحدث الطموح إلا بما نبذله من أعمال هدفها الأول والأخير الطالب والمعلم والمنهج، لذا لابد من:
- الاهتمام أكثر بنواتج التعلم أو التمدرس وجعلها الشغل الشاغل للجميع. في نظري الشغف والتشوق بمهنة التعليم ينتج الرغبة لتحقيق نواتج تعلم أفضل.
- هناك قدرات وإمكانات موجودة تحتاج إلى توظيف وتُدعم لكي نصل إلى ما نريده من نتائج تجعل تعليمنا مميزًا، لذا لابد من وقفة تجاه التجاوزات ومعرفة مكامن الخلل.
- والنظر للمعلم وقدرته وحرصه وتعبه بما يقدمه من إنجازات تجعلنا نفتخر به، فلنراجع حساباتنا ونرتبها لنرتقي بتعليمنا، لكي نرتقي لابد من النظر في بعض الأمور المهمة التالية:
- الطالب وحاجاته.
- المعلم وقدراته.
- المنهج وأهميته في بناء الفكر.
- الموظف وإنتاجيته وتميزه.
- كذلك هناك أمور ينبغي الالتفات لها وهي لابد للمتميز من مكانة.
العلة ليست في القشور ولكن في الجذور. أمور تُحبطنا مثلاً:
- إهمال المبدعين.
- وتكرار اللجان على أناس في كل مرة هم.
- عدم إعطاء فرصة لكل العاملين بالدخول في لجان معينة.
- تحديد الأسماء من المديرين وتميز البعض على الآخر.
- كثرة البرامج التي أرهقت الميدان ولا نجد أثرها واضحًا.
هناك الكثير والكثير.. التعليم محتاج إلى فكر وعلم ودراية بكل شيء.
نحن بحاجة إلى دماء جديدة ورؤى وأفكار تحلق بنا في سماء الإنجاز والإبداع. كل هذه الكلمات والعبارات نكتبها بقلب صادق ومفعم بالولاء للوطن وللمؤسسة التي ننتمي إليها حقيقة نؤكد عليها لكي نصل بالموظف لدرجة الحب، ونستحوذ على قلوبه، علينا التركيز على أمرين:
- أولهما مشاركتهم في الرؤية وصناعة المستقبل، وتوضيحها لهم، وجعلهم يشاركون هم النجاح، وهم تحقيق الأرباح، فالرؤية يجب أن تكون مشتركة بين المسؤول وفريق العمل.
- ثانيهما: كسب الموظفين من خلال التعامل معهم بإنسانية تسأل عن حالهم، تشاركهم أفراحهم، وتواسيهم في أحزانهم، أعجبني من يقول: (حاول أن تصطاد موظفيك وهم يعملون أشياء رائعة). حقيقة من أهم الثقافات التي يجب على كل مؤسسة ترسيخها وتوفير البيئة الجاذبة لها هي ثقافة (win-win) وبدورها ستساعد في البناء والتطور بشكل جماعي وتستطيع تشكيل فرق العمل.. لكي نصنع مجتمعًا متماسكًا يفتخر بالمنجز ويبتعد عن الرؤى الفردية والشخصية، حيث الفريق الواحد. إدارة التغيير مفهوم يُشير إلى الجهود المتواصلة التي تهدف إلى الارتقاء بظروف العمل في المنظمات المختلفة، وتسعى لنقلها من وضع إلى وضع أفضل منه، وذلك عن طريق إدخال كل الإستراتييجات الحديثة في العمل، وحل المشكلات بطرق إبداعية، والاستفادة من الخبرات، لتحقيق الأهداف.
لنعمل على التغيير سواء التغيير التربوي أو التغيير الإداري لنوافق رؤية 2030 ولنساعد في حل المشكلات وإنتاج أجيال قادرة على حل المشكلات بشكل إبداعي وفعال. هذا هو إدارة التغيير والذي يهدف إليها تعليمنا حقيقة لنكون مُغيرين لا متغيرين. ويأمل الكثير من منسوبي وزارة التعليم وغيرهم في الوزير الجديد أن يقف على احتياجاتهم وهمومهم وما يواجهونه من صعوبات يرى كثير منهم أنها جاءت نتيجة قرارات غير مدروسة وغير متفقة مع واقع التعليم.
مطالبات الميدان عديدة ومسؤوليتنا جميعاً كامنة في رفع مستوى طلابنا وتعليمنا.
ختامًا ندعو لوزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بالعون والسداد والتوفيق والحكمة في أمره.. وأن يُسخر جهده للمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات.. ومن هو مبدع ومخلص لوطنه وعمله، نعم الآمال بك معقودة يا معالي الوزير، والميدان يُرحب بك يا وزيرنا لكي نرتقي بمعلمينا وطلابنا، فهم عماد الوطن.